تاريخ ومزارات

دير الأنبا متاؤس الفاخوري: معلم روحي وتاريخي في صعيد مصر

أسماء صبحي – في قلب صعيد مصر، وتحديدًا بجبل أصفون غرب مدينة إسنا بمحافظة الأقصر. يقع دير الأنبا متاؤس الفاخوري أحد أقدم الأديرة القبطية التي تعود للقرن الرابع الميلادي. ورغم أهميته التاريخية والروحية، لا يزال هذا الدير بعيدًا عن دائرة الضوء. مما يجعله كنزًا أثريًا وروحيًا يستحق الاكتشاف.

تأسيس دير الأنبا متاؤس الفاخوري

تأسس الدير في القرن الرابع الميلادي على يد القديس الأنبا باخوميوس. وينسب إلى القديس متاؤس الفاخوري الذي عاش في القرن الثامن الميلادي. كما جاء لقب “الفاخوري” من مهنة صناعة الفخار التي كانت الحرفة الرئيسية للرهبان في الدير. حيث كانت تستخدم كوسيلة للعيش والتأمل الروحي.

يتميز الدير بتصميمه المعماري الفريد، حيث بنيت أسواره من الطوب اللبن بسمك حوالي متر واحد، ودعمت بتحصينات قوية. كما يحتوي الدير على كنيسة أثرية تعود للقرن الثاني عشر الميلادي، بجوارها حجرة تضم جسد القديس متاؤس. ويوجد حصن أثري بارتفاع 20 مترًا، يُعد نموذجًا للعمارة الدفاعية في تلك الحقبة.

الأهمية الدينية والثقافية

يعد الدير مركزًا روحيًا هامًا في جنوب مصر، حيث يُقام فيه العديد من الصلوات والاحتفالات الدينية. وقد ذكر الدير في كتابات المؤرخين والرحالة مثل أبو المكارم في القرن الثاني عشر. والمقريزي في القرن الخامس عشر، مما يدل على مكانته التاريخية.

شهد الدير مؤخرًا أعمال ترميم وتطوير شاملة، شملت ترميم أسواره وكنيسته الأساسية وكنيسة العذراء داخله. وذلك لخدمة أبناء إسنا من شعب الكنيسة. كما تم تسجيل الدير كأثر في تعداد الآثار الإسلامية والقبطية، مما يعزز من أهمية الحفاظ عليه.

أوضح الراهب القس هدرا الفاخوري، أحد رهبان الدير، أن الدير يعد من أقدم الأديرة في مركز إسنا، ويعود للقرن الرابع الميلادي. كما يشهد حاليًا أكبر خطة لتطويره بأيادي رجال وزارة السياحة والآثار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى