المزيد

ياعزة الشرع سيف الحق بتار …..الشاعر العراقي أحمد عمر بكر

بينما كانت الفضائيات تصفق وتهلل لدخول القوات الأمريكية أرض العراق ,2003
كانت “عزة الشرع” المذيعة في التلفزيون العربي السوري قد بدأت للتو بإذاعة نشرة الأخبار ,
وكان أول الأخبار العاجلة التي هلت على غرفة الأخبار هو “فاجعة”سقوط بغداد على يد الجنود الأمريكان,
لم تستطع “عزة الشرع” تحمل هول الخبر,
ولم تستطع إخفاء عشقها لبغداد ,فتلعثمت “عزة” بالخبر
وضاعت الأصوات من فمها,وأجهشت بالبكاء مع أول كلمة من ذاك الخبر…
لم يكن البث الفضائي متاحاً في العراق في تلك الفترة,
لكن الشاعر “أحمد عمر بكر” الذي كان يسكن مدينة القائم الحدودية بين سوريا والعراق,
كان بإستطاعته أن يلتقط بث التلفزيون السوري,
وشاهد ما إعتلى “عزة” من بكاء,
فأثار ذلك المشهد في نفسه الألم فوق ألم الإحتلال الغاشم ،
فكتب في “عزة” قصيدته المشهورة
“يا عزة الشرع”
ياعزة الشرع سيف الحق بتار …..
فلتسلم الشام كي تبقى لنا الدار
جحافل الغزو قد جاءت مدججة…..
درع , مشاة , صواريخ وأقمار
لتطفئ البسمة الزهراء في شفة …..
ولتسق الورد مما جاد آذار
ياعزة الشرع في عينيك أقلقني…..
دمع حزين على الخدين مدرار
فلتطمئني , بل كوني على ثقة…..
بأن أرواحنا للشام أسوار
ياعزة الشرع دير الزور معبرنا…..
إلى بلاد بها عزم وإصرار
فهذه الأرض بسم الله باقية…..
والمردفون لنا في الحرب حضار
ياعزة الشرع قال الشرع من زمن…..
سطو المسلح فيه الخزي والعار
لقد صبرنا وآذتنا جرائمهم ….
.ما ليس يصبره في الصبر عمار
هم أشعلونا بنار من قذائفهم…..
كوني سلاما وبرداً أنت يا نار
في أم قصر أرى ارتالهم سحقت…..
وفي المطار لنا شأن وأسرار
ياعزة الشرع والأخيار تسألني…..
ما بال بغداد بالساعات تنهار
قلت الخيانة أعيت كل داهية…..
والحرب نادى لها عبد وسمسار
فالعبد قد خبأت حقدا عباءته…..
والآخر العجل قد ساموه تجار
بوش يخوض حروبا من خزائنهم…..
بقر حلوب وفي الخلجان خوار
أما الرعاديد من أعراب امتنا…..
عهدا قطعناه منهم يؤخذ الثار
ياعزة الشرع ما نالو عراقتنا…..
وإن أصبنا بضعف فهو دوار
فالشام فخر وبغداد لنا أمل…..
هما العرينان والباقون هم عار
فكل أم لنا خنساء صابرة…..
وكل خال لنا صخر وكرار
يبقى العراق منارا هاديا ابداً…..
كأنه ( علم في رأسه نار)
سيبزغ الفجر من أنبارنا وغداً….
. من ارض الرافدين تأتيك أخبار
الشاعر العراقي أحمد عمر بكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى