بين الصعود والهبوط و المضى قدماوذوبان النهاية
بين الصعود والهبوط
و المضى قدماوذوبان النهاية
العدم مصير من يخدعه غروره
مازالت قضية الملك بهرام وترسيخ مبدأ العدالة في ظل دولته ووزيره راست روشن والرعية امام ناظرنا للوقوف على ما يحدث للوزير الظالم الذى يجور على الرعايا بوضع وزيره امام جرايمه هل فعلا هو ظالم ام مظلوم من خلال حلقاتنا تكشف لنا سواء من بين السطور او على مدار ظلمه سنرى واليكم الحلقه الثالثه من حلقات المالك بهرام وزيره راست روشن
*تابع:*
**قصة الملك بهرام جور والوزير الخائن راست روشن** :
*الملك بهرام جور يواصل الأستماع إلى شكاوي* *المسجونين والمظلومين من جهة الوزير الخائن والظالم:*
*_****
وقال اخر كانت لي مزرعة جميلة جدا ورثتها عن والدي وكانت لراست روشن
ضيعة بجوارها ولما دخل مزرعتي يوما راقت له فأراد أن يشتريها لكنني لم أبعه فقبض علي وحبسني بحجة إنك تحب ابنة فلان فثبتت عليك الخيانة تخل عن هذه المزرعة وأكتب بنفسك إقرارا ينص على أنه لا حق لي في هذه المزرعة وهي ملك راست روشن غير أني لم أفعل واليوم تمر خمس سنوات على سجني
وقال اخر انني تاجر كنت أجوب الافاق برا وبحرا وكنت أشتري بما لدي من مال ما أجده في أية مدينة من نوادر الأشياء وأبيعه في مدينة أخرة قانعا بربح قليل واتفق أن وقعت على عقد لؤلؤ عرضته للبيع لما جئت هذه المدينة فلما بلغ الوزير الخبر ارسل إلي يطلبني فاشترى العقد مني وأرسله إلى خزانته دون أن يدفع ثمنه وترددت عليه مرات للسلام فلم يبد منه ما يدل على أنه يرغب في دفع ثمن العقد ونفد صبري وكنت على أبواب سفر فذهبت إليه يوما وقلت إن يكن العقد مناسبا فأرجو الايعاز بدفع ثمنه وإلا فبرده فإنني عزمت على المسير فلم يجيني وعدت إلى داري فإذا ب سرهنك وأربعة جنود راجلين فقالوا لي هيا بنا فالوزير يطلبك ففرحت وقلت سيدفع ثمن العقد فنهضت وذهبت معهم لكنهم مضوا بي إلى السجن اللصوص وقالوا للسجان اسجن هذا الرجل وكبله بالأغلال الثقيلة ومنذ سنة ونصف وأنا في السجن
وقال اخر أنا رئيس الناحية الفلانية كان بيتي مفتوحا دائما في وجه الضيوف والغرباء وأهل العلم وكنت أواسي الناس والمعوزين وأوزع الصدقات والخيرات على المستحقين باستمرار أسوة بابائي من قبل وكنت أنفق ما يتأتى من أملاكي وضياعي الموروثة في سبل الخير والضيافة قبض علي الوزير بحجة أنني عثرت على كنز فعذبني وصادر أموالي وأودعني السجن وكنت أبيع ملكي وضياعي للضرورة بنصف ثمنها وأعطيه إياها وها هي ذي أربع سنوات تمر على سجني وتكبيلي بالقيود ولا ألوي على شيء
وقال اخر أنا ابن الزعيم فلان صادر الوزير أملاك أبي وقتله بشدة التعذيب ثم حبسني ومنذ سبع سنوات وأنا أعاني من عذاب *السجن…
*وقال اخر أنا عسكري خدمت والد الملك سنوات عديدة ورافقته في عدد من أسفاره وكنت وما أزال في خدمة الملك منذ سنوات وأتقاضى راتبي من الديون غير أن شيئا منه لم يصل إلي السنة الماضية وقابلت الوزير هذا العام وقلت له انني صاحب عيال لم يصل إلي راتبي في العام المنصرم فادفعوه هذه السنة لاسدد ببعضه ما علي من ديون وأعيش بالباقي فقال ليس في نية الملك أن يحارب أحدا حتى تكون له في الجيش حاجة لذا ان وجودك ووجود أمثالك وعدمه في الخدمة سواء إن أردت أن تكسب عيشك فعليك بالطيانة قلت لن أشتغل بالطيانة لان لي على الدولة حقوقا أما أنت فعليك ان تتعلم كيفية تسيير شؤون الملك انني في الضرب بالسيف أمهر منك في تناول القلم وأنني أفتدي الملك بنفسي وقت النزال ولا أعصي أوامره أما أنت فتقطع أرزاقنا من الديوان ولا تنفذ أوامر الملك ولست تدري أننا نحن الاثنين خدم له أنت في وزارتك وأنا في عملي غير أن الفرق بيننا هو أنني أطيع الاوامر وأنفذها وأنت تعصاها وتنبذها ظهريا إن يكن الملك ليس في حاجة إلى أمثالي فهو لا يحتاج إلى أمثالك أيضا وان يأمر بإخراج مثلي فهو لا شك فاعل بأمثالك أيضا إن يكن لديك مرسوم ملكي بحذف اسمي من الديوان فأرنيه وإلا فادفع ما قدر الملك لي من راتب فقال اخرج فأنا الذي أحميك وأحمي الملك ولولاي لكنتم طعمة للنسور منذ زمن بعيد وفي اليوم نفسه أودعني السجن الذي مرت علي فيه أربعة شهور
لقد كانوا أكثر من سبعمائة وكان أقل من عشرين منهم سفاحين ولصوصا ومجرمين أما الباقون فأولئك هم الذين زج بهم الوزير بالسجن ظلما وعدوانا طمعا بالمال وما إن سمع الناس في المدن والنواحي بخبر منادي الملك حتى هرعت جموع المظلمين الغفيرة إلى القصر…
بقلم الباحث/هشام البهلولى
اطلاله د/رضا عيسى