تاريخ ومزاراتقبائل و عائلات

امتدت لـ 40 عاماً.. تعرف على قصة حرب البسوس بين قبيلتي “تغلب” و بني شيبان”

أسماء صبحي

حرب البسوس هي حربٌ قامت بين قبيلة تغلب بن وائل، وقبيلة بني شيبان، بعد أن قام الجساس بن مرة الشيباني البكري بقتل كليبٍ بن ربيعةَ التغلبي، ثأراً لخالته البسوس بعد أن قام كليبٍ بقتل ناقةٍ كانت لجارها سعدٍ الجرمي، ويقول المؤرخون بأنّ هذه الحرب امتدت لأربعين عاماً.

سبب الحرب

يعود سبب حرب البسوس لـ كليبٍ بن ربيعة التغلبي سيد قبائل معد ومليكهم، فدخل الزهو إلى نفسه وبغى عليهم، فلم يكن يجرؤ أحد بأن يوقد ناراً مع ناره، ولا تورد إبل أحدٍ مع إبله، وفي يومٍ كانت البسوس التميمة نازلة في بني شيبان وكان معها جار لها هو سعد بن شمسٍ القضاعي كانت له ناقة أسماها سراب، فمرت إبل لكليبٍ بالناقة سراب حيث كانت معقولة، فلما رأت الإبل نازعت عقالها حتى تمكنت من قطعه، وأسرعت فتبعت الإبل واختلطت بها، رآها كليبٍ بين إبله فنكرها ورماها بسهمٍ في ضرعها فأدّى إلى نفورها وهي ترغو، فرآها سعد على هذه الحال وقام بإخبار البسوس فصاحت البسوس ( واذلاه، واجاراه).

سمعها الجساس تصيح فغضب وقام بامتطاء فرسه تبعه عمرو بن الحارث الشيباني، ودخلا على كليبٍ فأردياه قتيلاً، قام بعدها بنو شيبان بالارتحال حتى نزلوا ماء يقال له النهى، فاقتفى أثرهم المهلهل بعد أن اعتزل النساء والخمر، وقام بجمع قومه من تغلب، وقام بإرسال رسلٍ إلى مرة بن ذهلٍ الشيباني، يخبره فيها بأنهم بقتلهم لكليب قد قطعوا ما بينهم من رحم، وأنه كره المسير إليهم معلناً حربه عليهم دون إخبارهم بالأمر، ومن هنا نشبت الحرب بين الطرفين.

مكان الحرب

يرى المؤرخون بأن حرب البسوس التي دامت أربعين عاماً قد وقعت في وادي الخيطان بمنطقة الباحة، وهو موقع ديار تغلب وبكر، ورغم هذا فإنّ بعض الروايات أشارت إلى ثلاث مناطق أخرى يعتقد بأنّ حرب البسوس وقعت عليها، أحد هذه المواقع يقع بالقرب من مدينة زبيد في اليمن، وقد أنكر الهمذاني هذا الرأي، والموقع الآخر يعتقد بأنه في نجد، أما المكان الثالث فهو وادي الخيطان في تهامة، ويتناقل سكان المنطقة بوجود قبر عند نهاية تلفريك يسمى قبر كليب، ووادٍ خصيب يسمى وادي البسوس.

أوردت الكتب التاريخية بأن أول معارك حرب البسوس معركة النهى، وهناك وادي في السراة يسمى النهيين أي مثنى لنهى، يمر هذا الوادي بحوالة متجهاً شرقاً باتجاه نجد، حيث أكد الباحثون بأن حرب البسوس قد انتقلت إلى نجد، ونتج عنها رحيل قبيلة تغلب إلى العراق.

نقلا عن رحمه سليم، كاتبة وباحثة في آثار مصر الإسلامية، وعضوة فى فريق حراس الحضارة للوعي الأثري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى