قبائل و عائلات
“الماوري”.. القبيلة التي أسست دولة نيوزيلندا
أسماء صبحي
الماوري هي من أوائل القبائل التي سكنت دولة نيوزيلندا وجزر كوك، وكلمة (ماورى) تعني في اللغة الماورية: العادي، أو الطبيعي، أو المألوف، وتم التناسل في هذه القبيلة وجاء إليها كل من ينتمي لها من الشعب النيوزلندي من بقاع الأرض بين عامي 800 و1300 .
ومن هنا بدأت حرب القبيلة ضد الاحتلال الأوربي الذي أحتل دولة نيوزيلندا واستمر لفترة طويلة حتى انتهى في القرن التاسع عشر الميلادي، وحصدت هذه الحرب الكثير من أرواح قبيلة الماوري، فعند أنتهاء الحرب كان عددهم حوالي مائة ألف نسمة فقط .
وبعدها رحل الكثير منهم عن البلاد، فأصبح عددهم حوالي أربعون ألف نسمة، ولكن العدد الفعلي لهم الآن هو 600 ألف نسمة يعيشون في الماوري، ولهم الكثير من العادات والتقاليد التي تميزهم عن كل الشعب النيوزلندي، وتجعلهم من أعرق الشعوب، وعلى الرغم من ذلك فأن لهم ممثلون في البرلمان مثل غيرهم.
الدولة التي تتبع لها قبيلة الماوري
تتبع قبيلة الماوري دولة نيوزيلندا، بل إن قبيلة الماوري هي المؤسسة لدولة نيوزيلندا وهي عبارة عن جزيرة واقعة في المحيط الهادئ، مكانها المحدد في الناحية الغربية منه، لذلك فهي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وهي جزيرة يحيط بها الماء من جميع الجهات لذلك لا يوجد لها أي حدود برية مع أي دولة من الدول، أما عن عاصمتها فهي مدينة ويلينجتون، وتعد من أكبر المدن في مقاطعة أوكلاند، وتقدر مساحة أراضيها بحوالي 103.483 ميل مربع ، ونظام الحكم فيها ديمقراطي برلماني ملكي دستورى.
وتنقسم جزيرة نيوزيلندا إلى جزيرتين غيرها هما الجزيرة الجنوبية، والجزيرة الشمالية، كما يوجد بها بعض من الجزر الصغيرة الأخرى مثل: ستيوارت راكيورا، وجزيرة جريت بارير، وجزيرة وايهيكى، وجزر تشاتام، ويوجد بين الجزيرة الجنوبية والشمالية مضيق يسمى مضيق (كوك)، وهو مضيق من عجائب العالم حيث أنه يوجد فيه مناخان، مناخ يسود فيه الرطوبة، والأخر يسود فيه شمس شديدة الحرارة، ويعيش فيه حوالي 4.751 مليون نسمة.
وتبلغ الكثافة السكانية في دولة نيوزيلندا حسب ما أجرته الصحائف، والمنظمات العالمية 16.1 لكل كيلومتر مربع، وذلك حسب إحصائيّات عام 2010، ويتحدث السكان اللغة السكان اللغة الإنجليزية، وهي اللغة الرسمية بجانب اللغة الماورية، وتنتشر الديانة المسيحية حيث أنها الديانة الأصلية لقبيلة الماوري.
اكتشاف قبيلة الماوري
الجزيرة التي يعيش عليها قبيلة الماوري، والتي عرفت فيما بعد بدولة نيوزيلندا تم اكتشافها في القرن السابع عشر الميلادي، وكان لا يعيش عليها الكثير من البشر في هذه الفترة، وتم اكتشافها على يد المستكشف أبل تسمان يانسزونفى الهولندى في العام 1642 .
وكان لهذه الجزيرة شأن كبير خاصة لدى صيادين الحيتان، ولكنها اشتهرت وذاع صيتها على يد جيمس كوك، وإليه ينسب اسم المضيق الواقع بها، كما أن الجزيرة بعد انتشر خبر وجودها شدة الكثير من الهجرات إليها، ونتيجة لذلك قامت بريطانيا بضم الجزيرة إلى أرضيها، وكان هذا في عام 1840 م، وتم وإعلان أن نيوزيلندا دومينيون في الإمبراطورية البريطانية، وأصبحت عضواً جديداً في عالم الكومنولث.
أعمال قبيلة الماوري
منذ العصور القديمة كانت قبيلة الماوري بارعة في صناعة النسيج، وهذا كان أمر ضروري نتيجة الطقس البارد الذي تتمتع به دولة نيوزيلندا، كما أن هذا الطقس جعل هناك ضرورة ملحة لبناء بيوت يقيم فيها الشعب الماوري، ولم تكن معدات البناء قد تطورت في هذا الوقت، فقاموا ببناء أكواخ على شكل مخروطي رائع، بارع في هندسته، كما أنه كان محفوف بالزخارف التي تضيف له شكلاً رائعاً.
وكان كل ما يعتمدون عليه في بناء هذه الأكواخ هو الخشب المتين من أشجار الجزيرة، والصخر المستخدم في حفر الأرض لتثبيت الأخشاب، ويشبه هذا الصخر ما كان يستخدمه المصريون القدماء في بناء معابدهم، كما كانت لهم عادات وتقاليد جميلة، وهي أن يزينون واجهة الأكواخ التي يقيمون بها، بتماثيل المصنوعة من الفخار والخشب للآلهة التي كانوا يعبدونها في هذا الوقت، وهذا يدل على مدى تقديسهم لهذه الآلهة واحترامهم لها.
أما الآن فإن الاقتصاد النيوزيلندي يعتمد على صناعة النسيج ولكن بطرقة متطور أكثر بكثير من السابق، كما أن العمال يعملون في البناء، والزراعة، والرعي، وكذلك ساعدهم وجودهم في قلب المحيط على أن تكون بلادهم غنية بالثروة السمكية، كما أنها من أغنى البلاد التي تشتهر بالغاز، والفحم، والنفط.
عادات قبيلة الماوري
هناك الكثير من العادات الغريبة التي تشتهر بها قبائل الماوري ومن أشهرها رقصة الهاكا، وهي عبارة عن الرقص بالدماء على جسد الرجال، إشارة إلى ما سيحدث في أعدائهم، وكان هذا يتم في ساحة المعركة، ولكن قبل بدأ القتال الفعلي، ويظل الرقص مستمر إلى أن يثير ذلك الحماس في نفوس الجنود ويبدأ القتال الفعلي بعدها.