الزواج بدون «قايمة» و«الأراجيد».. أبرز طقوس الأعراس النوبية
أميرة جادو
تتخلف طقوس الاحتفالات بالأعراس، من محافظة إلى أخرى، فلكل محافظة طقوسها، بل ولكل قرية عاداتها وتقاليدها، علاوة على ذلك أن لكل عائلة أسلوبها الخاص الذي تتميز به، وتنفرد عن الأخرى، ومن بينها أفراح النوبة لتشاهد ماذا يفعل العريس في ليلة العمر، وتسافر إلى قنا لتراقب الخراف المطهية وهى تنتقل في مواكب من بيت العروس إلى بيت العريس، وتحضر ليلة الحناء ببيت العروس في الشرقية، وتصفق مع أهالي سيناء في الليالي الملاح.
القايمة.. ورد الزيارة
يتمسك أهالي النوبة بالعديد من العادات والتقاليد المتوارثة منذ القدم، ولا تزال حتى اليوم، وبسببها يفضل الشباب المغترب بالقاهرة العودة لقراهم النوبية لإقامة الزفاف فيها، ومن قرية «قتة النوبية» تروى لنا الحاجة ثناء فخرى التي تعدت العقد السابع من عمرها أسرار الزفاف النوبي، فتقول: «أول عادة عندنا كنوبيين إننا معندناش نظام كتابة «القايمة» لأن الجواز كلمة شرف وأمانة بين العائلات، وتاني حاجة إنه من عادتنا لما بيتم التقدم للعروسة وتوافق ونقرأ فاتحة أو نلبس دبلة، لازم نعمل يوم كامل «رد زيارة» ، فأهل العروسة يأخذوا زيارة محترمة في كراتين ويروحوا لأهل العريس تقديرا لهم».
وعن الطقوس المتابعة قبل العرس بأيام، توضح الحاجة ثناء: «الفرح عندنا أيام طويلة تبدأ من تحديد موعد الفرح، فتزل بنات العيلة تلف على البيوت في قريتنا والقرى المجاورة تعزم المدعوين، وبعدها نبدأ أيام التجهيز وأولها «الشعرية» التي تقوم بتجهيزها العائلة من أجل إفطار معازيم الفرح، وبعدها يوم «البسكويت النوبي» ودا أساسي لأنه بيتقدم يوميا مع الشاي بلبن سواء الصبح أو بعد العصر».
طقوس كتب الكتاب والحنة
يتبع النوبيين طقوس خاصة خلال كتب الكتاب، حيث يتم رش أرضية القرية بالمياه ثم فرش الحصر ليتجمع أهالي القرية ويوزع عليهم الفشار والبلح والحلويات، وعقب كتب الكتاب مباشرة يقوم أهل العريس بتقديم «الأبا» لأهل العروس وهى شنطة كبيرة تحتوى على العديد من مستلزمات العروس والتي ينتقى اهل العريس أفضلها واغلاها.
وفيما يخص طقوس الحنة، تقول الحاجة ثناء: «دا أشهر يوم عندنا فالعروسة بتاخد كل بنات عيلتها وتروح للحنانة من الفجر، وبنعمل ليلة ونعزم أهل العريس على الغداء أو العشا واللي بنكون دبحنا فيه الخرفان أو العجل».
أنواع الزفاف النوبي
ولأهالى النوبة نوعان من الزفاف، وهم:
«الأراجيد» وهو الرقص النوبي الساهر حتى ساعات الصباح الأولى على الأغاني النوبية.
«السفين» وهو اقتصار الزفاف على إقامة الذكر والإنشاد الديني للصباح أيضا.
وتشير الحاجة ثناء: إلى أنه «بسبب انتهاء الفرح صباحاً يتم تأجيل الصباحية لليوم الثالث للزفاف، وعندها تتجه العروس لمنزل والدتها و يكون باستقبالها أفراد العائلتين، وفى اليوم الرابع يجهز العريس عزومة كبيرة لكل أصدقائه الشباب، أما اليوم الخامس وهو يوم «التيجر» وتخصصه العروس لصديقاتها ويقومن بالرقص والغناء وإعطاء العروس الأموال كهدية زفاف، أما اليوم السابع فهو «السبوع» وعندها تقوم العروس بالذهاب للـ «حنانة» مرة أخرى لنقش نفس رسمة الزفاف، وتقام الاحتفالات عند والدتها، وفى نهاية اليوم تتجه العروس لمنزلها لتنتهي المراسم بذلك».