عادات الزواج عند قبائل العبابدة والبشارية.. من “الشيلة” إلى “الطمبورة”
أميرة جادو
قبيلة “العبابدة” و”البشارية”، من أكثر القبائل العريقة التي لا يمكن تلخيص تاريخها وتتبع حياتها وعاداتها وتقاليدها في سطور قليلة، حيث يعود تاريخ قبيلة العبابدة إلى “الزبير بن العوام”، ابن عمة رسول الله، كما أنها من القبائل التي ربطت مصر والسودان بالقرابة والزواج المختلط والعادات والتقاليد لمئات السنين وما زال حتى اليوم.
فهي من القبائل التي لا تزال مرتبطة بالعادات والتقاليد على عكس العديد من المدن التي اختفت فيها العادات نتيجة وصول الثقافات الأجنبية.
عادات الزواج
من عادات وتقاليد الزواج لدى القبيلتين، هو اختيار توقيت العرس نفسه ليكون خلال الأيام القمرية للشهور العربية وهى 13 و14 و15.
الشيلة
تبدأ ليالي العرس بما يسمى بـ “الشيلة”، حيث تحمل كل قبيلة أشيائها الخاصة وهدايا الفرح لتذهب معهم إلى حفل الزفاف، وعادة ما تكون رائحتها حنة سودانية وأشياء أخرى من الفرح، وفي السابق، كان يتم التضحية لمعازيم الفرح، وأحيانًا تصل إلى 40 رأسًا من الأغنام.
تستغرق أيام العرس 7 أو 8 ليالٍ، حيث تجري خلالها مبارزات بالسيف وسباقات الجمال ورمي الرمح وغيرها من الاختبارات التي تعتمد على اللياقة البدنية.
ليالي السمر
في ليالي السمر، يشارك أبناء “العبابدة” و”البشارية” في الأغاني والطرب والنخيل، ويرقصون أيضًا “تربلة” وهي رقصة سيف ودرع تسمى “دركه”، خلال هذه الرقصة أيضًا يقوم مجموعتان من الشباب بالوقوف وتحدي الكرابيج، ويستعد شاب للضرب ويقف على طرف إصبع قدمه بينما تكون القدم الأخرى بجوار ركبته ويضع قبعة بيضاء على رأسه، عندما يضرب، يتم قياس قدرته على التحمل والمرونة ودرجة ثباته وعندما يهتز تقع من رأسه الطاقية، ويشير هذا النوع من التحدي إلى الرجولة وقوة التحمل والصبر.
أغاني الطمبورة
ومن أشهر مطربي “العبابدة” و”البشارية”، هو حسين طاهر البشاري ومحمد البدري، ومن أشهر الأغاني “ظلموك أحبابك ظلموك”و”القمر بوبا” و”الغربة قساية”، وتستخدم آلة “الطمبورة” لعزف الأغاني والتي تشبه العود في تصميمها، علاوة على موهبتهم في إلقاء الشعر، كما يعرف عن البعض عادة تسمى “ضرب الودع” وينجم الذين يمارسونها بجزء من مستقبل الإنسان في الخير والشر.