وطنيات

يحي عياش ..البطل الذي أصبح كابوس يهدد أمن إسرائيل

دعاء رحيل

نشأ يحيى عيَّاش في قرية “رافات” بين نابلس وقلقيلية لعائلة متدينة وصفت إبنها بأنه قوي الذكاء، دقيق الحفظ، كثير الصمت، خجول هادئ.

كان عياش يحفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره. حصل في التوجيهي على معدل متقدم جداً في القسم العلمي، ليلتحق بجامعة بيرزيت- قسم الإلكترونيات. وظلَّ على حبه الأول للكيمياء التي أصبحت هوايته. صار أحد نشطاء الكتلة الإسلامية. وبعد تخرجه حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا فرفضت سلطات الاحتلال طلبه. وعلق على ذلك “يعكوف بيرس” رئيس المخابرات الإسرائيلية قائلاً: “لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناهه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار”.

عبقرية عياش

وبعد تخرج عيَّاش من الجامعة تزوج من ابنة عمته ورزق ولده البكر “البراء”،ثم “يحيى” قبل استشهاده بأسبوع تقريبًا.

انطلقت وظهرت عبقرية عياش العسكرية تتجلى مع أول شرارة الانتفاضة الأولى عام 1987م. كتب رسالة إلى كتائب الشهيد عزّ الدِّين القسَّام يوضح لهم فيها خطةً لمجاهدة اليهود عبر العمليات الاستشهادية، فأُعطي الضوء الأخضر. وأصبحت مهمة يحيى عيَّاش إعداد السيارات المفخخة والعبوات شديدة الانفجار. ولكن الولادة الحقيقية للمهندس وعملياته العبقرية كانت إثر الرصاصات التي فجرها باروخ جولدشتاين في رؤوس الساجدين في الحرم الإبراهيمي في رمضان عام 1994م.

كابوس يهدد إسرائيل

تحوَّل يحي عياش بعملياته الاستشهادية إلى كابوس يهدد أمن إسرائيل وأفراد جيشها. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك إسحق رابين: “أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست”. وقوله أيضًا: “لا أشك أن المهندس يمتلك قدرات خارقة لا يملكها غيره، وإن استمرار وجوده طليقًا يشكل خطرًا كبيرا على أمن إسرائيل واستقرارها”.

والجدير بالذكر أنه في صباح يوم الجمعة الخامس من يناير 1996م دوى انفجار واستشهد المهندس والدماغ الذي أرسى خطاً واضحاً لأقرانه أن طريق النضال مليء بالأشواك التي تنبت منها أزهار الحرية والحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى