“الصاغ نفيسة” و”الأومباشي رضا”.. أول فتيات التحقن بـ الجيش المصري
كثيراً ما نشاهد فى الطريق العام والمواصلات سيدات راقيات يرتدين ملابس الجيش. وعلى أكتافهن رتب عسكرية تختلف بإختلاف الأشرطة والنجوم والنسر. وللبداية رائدات يسعدنا سرد كفاحهن بإيجاز.
الصاغ الأنسة نفيسة تلتحق بالجيش
تخرجت الأنسة نفيسة إبراهيم من القصر العيني عام 1930. ثم سافرت إلى إنجلترا في بعثة لمدة 4 سنوات. وعادت عام 1934 إلى القصر العيني لتشارك الدكتور جراندر في إنشاء معهد الأشعة. حيث كان أول معهد للأشعة في الشرق الأوسط، حيث ظلت في المعهد طيلة 10 سنوات.
عانت نفيسة من الاضطهاد والظلم الإداري، واستمرارها طوال هذه المدة في الدرجة السابعة. فقدمت استقالتها من القصر العيني، ثم عينت في وزارة الصحة.
طالبت وزارة الحربية ندبها لتكون حكيمة بالمستشفى العسكري عام 1948 برتبة صاغ “رائد”. وهكذا دخلت أول أنسة للجيش وسط حالة من السخرية والنظرات العنصرية لم تختف إلا باندلاع حرب 48. وأثناء الحرب انضمت سيدات أخريات برتب شرفية ممنوحة من الملك مثل الفريق الأميرة فوزية. واللواء الأميرة فايزة، والصاغ ناهد رشاد. وكانت مهام صاحبات الرتب الشرفية قاصرة على زيارة مصابي الحرب في المستشفيات. حيث ظلت نفيسة في الجيش حتى الخمسينات تؤهل حكيمات وممرضات للجيش وكان مركزها رئيسة الحكيمات.
الأومباشى الأنسة رضا
عام 1957 أنشأ جيش الجمهورية العربية المتحدة ” مصر وسوريا” مدرسة الخدمات الطبية. ثم فتح باب الالتحاق بها للأنسات تحت شروط “الحصول على الإعدادية – شهادة حسن سير وسلوك – كتابة تعهد بخدمة الجيش 7 سنوات بعد التخرج – عدم الزواج إلا بتصريح من إدارة الجيش”. تقدمت الأنسة رضا بطلب الالتحاق على أمل لبس الكاكى، ثم تخرجت عام 1959. وكان عمرها 18 عاماً برتية أومباشى “عريف” ومرتبها بالعلاوات كات 9 جنيهات.
تعلمت الأومباشي رضا ضرب النار “للدفاع عن النفس أثناء الحروب”. كما درست القانون العسكري والخدمات الطبية في الميدان والتشريح والتمريض والصحة. والعلوم العامة الطبية كالجراحة والأمراض الباطنية والقلب والأسنان. وقبل أن تكمل العريف رضا عامها الـ 18 كانت أول حكمدار لمدرسة الخدمات الطبية.