حوارات و تقارير

اعرف حكاية اختيار الجندي المجهول وتكريمه أيام الحرب العالمية الأولى

أميرة جادو

شهدت مدينة شالون سور مارن الفرنسية، في 24 أكتوبر 1921، قيام رقيب أمريكي باختيار جثة أول “جندي مجهول” لتكريمه، من بين ما يقرب من 77 ألف جندي أمريكي فقدوا حياتهم على الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى.

نقل الجثث من ساحات المعارك الكبرى

وفقًا للسجلات الرسمية لخدمة تسجيل قبور الجيش الأمريكي المحفوظة في الأرشيف الوطني بواشنطن، تم نقل أربع جثث إلى شالون من مقابر أيسن مارن، وسوم، وموز أرجون، وسان ميهايل. كانت هذه المواقع قد شهدت معارك كبرى، حيث لعبت القوات الأمريكية دورًا قياديًا في الهجمات خلال صيف وخريف عام 1918.

غموض هوية الجثث

بحسب السجلات، كانت هوية الجثث الأربع مجهولة تمامًا. تم فحص السجلات الأصلية التي توضح أماكن دفنها، ولم يكن هناك أي دليل يشير إلى أسماء الجنود أو رتبهم أو وحداتهم العسكرية أو حتى تاريخ وفاتهم، مما جعلهم مرشحين مثاليين لتكريم الجندي المجهول.

تكريم بصمت

وصلت الجثث الأربع إلى فندق دي فيل في شالون سور مارن في 23 أكتوبر 1921. وفي صباح اليوم التالي، اجتمع المسؤولون الفرنسيون والأمريكيون في قاعة حيث عرضت التوابيت الأربعة، وكل تابوت كان ملفوفًا بعلم أمريكي. وُكلت مهمة الاختيار إلى الرقيب إدوارد يانجر، الذي حمل باقة من الورود البيضاء ليضعها على التابوت المختار.

وفقًا للرواية الرسمية، دخل يانجر القاعة ودار حول التوابيت ثلاث مرات قبل أن يضع الزهور بصمت على أحدها، ثم وقف وأدى التحية العسكرية بكل احترام وتقدير.

رحلة الجندي المجهول إلى الولايات المتحدة

بعد اختيار التابوت، نقِل الجندي المجهول إلى باريس ثم إلى ميناء لوهافر الفرنسي، حيث صعد على متن الطراد “أوليمبيا” لرحلة عبر المحيط الأطلسي. وعند وصوله إلى الولايات المتحدة. تم دفنه في مقبرة أرلينغتون الوطنية بالقرب من واشنطن العاصمة. حيث أصبح رمزًا لتكريم جميع الجنود المجهولين الذين ضحوا بحياتهم في الحروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى