“نام شاز قادين”.. حكاية مستولدة محمد علي باشا صاحبة القبة المهدومة (تفاصيل)
أميرة جادو
وسط بقايا المقابر المهدمة، ظهرت قبة مستولدة محمد علي وحيدة، لتثير صورها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل بين الرافضين لإزالة المقابر الأثرية بالقاهرة، وبين من يطالب بتوضيح الحقائق الكاملة للمواطنين حول تلك القباب.
قصة القبة المثيرة للجدل
أوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن القبة الشهيرة باسم “قبة مستولدة محمد علي” كانت مملوكة لنام شاز قادين، إحدى المستولدات الـ27 للوالي محمد علي باشا. وأشار إلى أن محمد علي تزوج امرأتين رسميتين، إحداهما لم تنجب، بينما أنجبت الأخرى ولديه إبراهيم وطوسون، فيما كانت المستولدات جزءًا من حياته الخاصة، ومن بينهن والدة الأمير محمد عبد الحليم.
بناء القبة وعلاقتها بالقرافة الكبرى
والجدير بالإشارة أن والدة الأمير محمد عبد الحليم توفيت عام 1869، وبنى ابنها القبة لتكون مكانًا لدفنها بجوار مقابر العائلة في منطقة الإمام الشافعي، التي تعرف باسم “غراس أهل الجنة”. وتعود هذه المنطقة تاريخيًا إلى الفتح الإسلامي لمصر، حيث كان عمرو بن العاص قد رفض بيع جبل المقطم نظرًا لأهميته، وتم لاحقًا بناء قباب وقبور شخصيات هامة في هذه المنطقة التي حملت اسم “القرافة الكبرى”.
حوش الباشا وتاريخ القباب المجاورة
في القرافة الصغرى، بنى محمد علي حوش الباشا ليضم مقابر أسرته، حيث دفن ابنه إبراهيم وعباس الأول، إلى جانب عدد من زوجاته. جميع هذه المقابر مسجلة كآثار لدى وزارة السياحة والآثار، بينما قبة والدة الأمير محمد عبد الحليم كانت قد شيدت على الطراز المملوكي.
هل القبة أثرية أم لا؟
أكد الدكتور مجدي شاكر، أن القانون رقم 117 لسنة 1983 هو الذي يحدد ما إذا كانت المباني تصنف كآثار أم لا، مشيرًا إلى أن القبة لا تنطبق عليها شروط التسجيل كأثر، رغم وجودها بجوار مواقع مدفونة تعود لأشخاص بارزين مثل إبراهيم باشا وعباس الأول، والتي تقع تحت إشراف وزارة الآثار.
القبة خارج نطاق الحماية الأثرية
وبحسب ما أكده شاكر، فإن القبة غير مسجلة ضمن المباني الأثرية في منطقة الإمام الشافعي، وهذا ما يفسر الجدل حولها، حيث أنها تخرج عن نطاق حماية القوانين الأثرية المعمول بها، ما يثير تساؤلات حول كيفية التعامل مع تراث هذه المناطق في المستقبل.