الحرملك في العصر الملكي
الوظائف التى تتواجد بالحرملك فى القصر الملكى
ينقسم القصر الملكى الى قسمين :
السلاملك والحرملك :
السلاملك :
هو ذلك الجزء من قصور الملكيه وبيوتها المخصص لاستقبال الضيوف من الرجال.
الحرملك. :
اشتق الحرملك من كلمه حريم و لفظة الحريم في اللغة العربية مشتقة من كلمة “الحَرَم”، وحَرَم الرجل ما يُقاتل عنه ويحميه. والحُرمة ما لا يحل انتهاكه. ولخصوصية وضع المرأة في التقاليد الشرقية أصبح “حريم” هو مايشار به للمرأة و هو مكان مخصص للنساء في القصر الوالى . وفي عهد “محمد علي باشا” كان يطلق على مكان النساء “الحريم العالي”. من الحرملك تدخلت النساء في شئون الحكم من خلف الأستار بدرجات متفاوتة على مر العصور. من الوظائف التي وجدت داخل الحرملك الملكي كانت هى الوصيفات – الاغوات – الكلفوات – الخادمات ..
والحرملك هو المسكن الخاص للاسرة الملكة حيث تقيم جلالة الملكه والاميرات واليكم بعض المعلومات عن الوظائف التى وجدت به.
1 – الوصيفات :
بداية يجب ان نقرر ان الوصيفات يقمن بعملهن بصورة فخرية دون تقاضى اية مرتبات ، والوصيفات يقمن لدى جلالة الملكه بنفس العمل الذى يقوم به الإنماء و التشريفاتية لجلالة الملك مع اختلاف واحد ذكرناه هو ان الوصيفات لسن موظفات ولا يتقاضون مرتبات ..
وطبيعه عملهن ان يستقبلن الزائرات فى تشريفات جلالة الملكه ويحددن مواعيد المقابلات ويوفدن للزيارة والاستقبال والتوديع من قبل صاحبة الجلاله ..
ولابد من تواجد بعضهن مع جلالة الملكة باستمرار ولذا يتناوبن هذا الشرف وكلهن متزوجات وتختارهن جلالة الملكة بنفسها بعد موافقه جلالة الملك او يرشحهن جلالة الملك وتوافق عليهن الملكه وتعتبرهن صديقات لها ..
ويتم اختيارهن من صديقات جلالة الملكه او من العائلات ذات الصلة بالاسرة المالكه
ومن اشهر الوصيفات السيدة زينب ذوالفقار والدة الملكة فريدة وكانت وصيفة الملكة نازلي وأيضا مدام قطاوى زوجة قطاوى باشا وزير الماليه ، السيدة ناهد رشاد وصيفة الاميرة فوزية ..
وهناك نوعان من الوصيفات : الوصيفات العاملات وترجع التسمية الى ان اتصالهم دائم بجلالة الملكه , والنوع الثانى وصيفات الشرف وهن اللاتى يعتبرن احتياطيات فى حالة اعتذار وصيفة الشرف او تعذر حضورها ..
2 – الاغوات :
وهى وظيفة قديمة توارثها البيت العلوى من البلاط العثمانى ويعمل الأغوات في خدمة نساء الحرملك، وغالبًا هم رجال مخصيون لضمان عدم تعديهم على حرمة نساء القصر.
ولم يتبقى منهم فى زمن الملك فؤاد الا اربعة اغوات هم بقية هذا النظام ويتزعمهم عنبر فؤاد باشا اغا السراى ثم مرجان وسعيد وبسيم ، وقد كان عملهم الاصلى تلبية طلبات جلالة الملكه وتقديم القهوة والمرطبات ( وكانت المرطبات المفضله فى المناسبات الملكيه هى السوبيا وشراب الفستق وشراب اللوز ) فلما تقدمت بهم السن اعفتهم جلالة الملكة نازلى من العمل ليقضوا بقية حياتهم فى راحة وهناء .
و أشهر أغوات الملكه نازلى… ( الأغا ) عنبر فؤاد باشا : صبوح الوجه طويل القامه انيق الملبس ، تذكر له جلالة الملكه سهرة على جلالة الفاروق ثم لعبه معه ايام طفولته ، وهو المسؤل عن الحرملك وعادة بعد انتهاء العيد يستقل سيارة ملكية سوداء ليطوف على دور السيدات الكبيرات اللائى ادين واجب التهنئة بالعيد لجلالة الملكه او كتبوا معايداتهم فى دفتر التشريفات الملكيه ويحمل عنبر باشا معه ورودا من ورود السراى النادرة مهدى من جلالة الملكه ..
وليس اغوات السراى فقط هم اللذين يعتبرون عنبر اغا زعيمهم بل وجميع اغوات قصور الامراء وفى مقدمتها قصر السلطانه ملك وقصر الامير ة نعمت مختار وقصر عزيز عزت باشا وغيرها ..
ومن أشهر الأغوات فى عصر الخديوى أسماعيل “خليل آغا” كبير الأغوات في عهد الخديوي إسماعيل ..كان خليل آغا هو أقرب خدم الخديوي إسماعيل له وكاتم أسراره ..
تولي منصب ناظر السرايات، كما حصل على سلطة لم تكن لآي آغا من قبله في عصره حيث كان الأغا المدلل لدى الخديوي إسماعيل ووالدته الوالدة باشا هوشيار قادين ..
حصل خليل آغا علي العديد من الأراضي الزراعية والقصور ومباني حتى صار من الأثرياء ..
كان لخليل أغا زي معين خصصه له الخديوي إسماعيل من أفخم الأزياء وأغلاها ويقُال أن أزرار بدلته كانت من الذهب الخالص . وكان ممنوع على أغوات هذا الزمان مجرد التشبه بزي خليل أغا أو حتى تقليده ..
أنتشرت إشاعة في تلك الفترة تقول أن خليل آغا هو من يحكم مصر وأن مقاليد الحكم بيديه ووصل الأمر إلى أن وزراء هذا الزمان كانوا يقّبلون يده كنوع من إظهار الولاء له وكانوا يعتبرون ذلك شرفاً لهم لأنهم كانوا متأكدين أن بقائهم في مناصبهم هو أمر مُعلق بين يدي خليل أغا وأنه اليد العُليا في المحروسة بعد الخديوي إسماعيل ..
نظرا لعلاقته الوطيده بالخديوي إسماعيل ، فقد أوكل اليه مهمة الأشراف على حفلات زفاف أولاده التي دامت أربعين يوم وليلة وأسند له أيضا الإشراف على بناء مسجد الرفاعي في الوقت الذي كانت مهام الأغا تنحصر في الجلوس أمام أبواب القصور على دكة خشبية ممسكاً بعصاه الفاخرة منتظراً الضيوف الذين يترددون على القصر ليدخلهم إليه …. إنتشرت موضة الأغوات ويرجع السبب فيها الي خليل آغا وما حققه من شهرة واسعة، ووصلت أن بشاوات وأثرياء المحروسة أصبحوا يحرصون على وجود الأغوات أمام أبواب قصورهم كعنوان للفخامة والثراء تيمنناً بخليل آغا ..
3 – الكلفوات :
الكلفوات او القلفوات ومنها جائت كلمة ” الفة الفصل “هن الخادمات اللائى يقمن بالخدمة فى القصر الملكى وقد تحولت اليهن بالتدريج اختصاصات الاغوات فهن اللائى يقدمن القهوة والمرطبات ويلبين النداءات ويكن فى خدمة الزائرات وكلهن تركيات ومعظمهن متقدمات فى السن ولهم زى خاص للصيف وزى مختلف للشتاء ..
4 – الخادمات :
ويوجد فى السراى خادمات عديدات يقمن بامور النظافة العادية من كنس ونظافه وغسيل وغيرها ، وعددهن كبير ولهم زى خاص ايضا ولا يقع نظر جلالة الملكة او سمو الاميرات.