“النقرزان”.. آلة موسيقية شعبية من جنس الطبل| الإعلام قديما
“النقرزان”.. آلة موسيقية شعبية من جنس الطبل| الإعلام قديما
تعتبر “النقرزان” آلة كانت تستخدم قبل انتشار التلفزيون والصحف ووسائل الإعلام بشكل عام، للإعلان عن أي أمور تخص المواطنين في أغلب المناسبات، وتوجد في أعلى المساجد، ففي قرية القمانة التابعة لمدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، توجد في أعلى ضريح الشيخ عسر، الذي يرجع تاريخه إلى قبل 149عاما، حسب اللافتة الموجودة أعلى الباب الرئيسي.
والنقرزان أو النقارة كما يسميها أهالي القرية بهذا المصطلح المعروف لدى أهل الصعيد حتى الآن، آلة موسيقية شعبية من آلات الإيقاع من جنس الطبل، وهي آلة منتشرة في الصعيد المصري.
مكونات آلة النقرزان
طبق نحاس عرضه 30 سم وتجويفه 15 سم، ويتم عمل فتحة في أسفل الطبق حتى لا يحبس الصوت ويصدر صدى للنقر، مثبت في جلد من رقبة الجمل ليعطي صوتًا رقيقًا ومختلف عن الطبل البلدي حيث يستعمل جلد الماعز.
وهو سميك عن جلد رقبة الجمل فيختلف الصوتان عن بعضهما البعض، وبها طوق حديدي يلف حول حافة الطبق النحاس ليقويه ويمنع انبعاجه، وأيضا متصل بحلقة من الحديد في أسفل الطبق تستخدم لربط الأحبال بها لشد الجلد فوق الطبق النحاسي، عصاتان من الخشب يستخدمهما العازف للنقر على النقرزان.
النقارة
يطلق علىها في الصعيد النقارة من النقر على الجلد، وهي آلة من آلات الفرق الموسيقية الشعبية وتستخدم مع الطبل البلدي عند الرقص بالعصا أو التحطيب أو رقصة النزاوي في سوهاج.
والفرق بين النقرزان والطبل البلدي تعطي صوت أحد ومختلف عن الطبل البلدي نظرًا لاختلاف الحجم والتجويف ونوع الجلد المستخدم لكل منهما، فكلاهما يكمل بعضه البعض ونجدهما دائمًا متجاوران في الفرق الموسيقية.
وفي هذا الصدد قال محمود عبدالوهاب، مدير الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي، أن النقرزان هو آلة نحاسية نصف كروية يشد عليها جلد جمل وبها ثقب من أسفل لإخراج الصوت وينقر عليها بقطعة من الجلد ويسمى النقرزان أيضا بالنحاسات والصغير منه يسمى الباز.
وأضاف مدير الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي أن النقرزان لا يكون مفرد فهو عادة ما يتكون من آلتين اثنين حتى يتم القرع أو النقر عليهما بكلتا اليدين ويمكن تثبيتهما على ظهر الدابة أو الجمل أثناء رحلات الحج أو السفر وفي مواكب الولاة والقواد والحجاج والاحتفالات الدينية وموالد الأولياء والحروب وغيرها.
كما كان يتم طرق النقرزان للإعلان عن المراسيم والأخبار والأوامر التي ترد من السلطات الحاكمة، وعند وفاة أحد من العلماء أو علية القوم، وكان يتم وضع النقرزان أو النحاسات أعلى مئذنة الجامع أو أعلى سطح مجاور له حتى يسمع صوته وفى قرية القمانة كان النقرزان يوضع أعلى مقام الشيخ عسر(عصر).
وسرد مدير الآثار الإسلامية والقبطية بنجع حمادي، كان للنقرزان أهمية كبيرة عبر العصور الإسلامية المختلفة خصوصا في شهر رمضان المبارك، ومن خلاله كان يتم الإعلان عن موعد الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك وباستخدامه يقوم المسحراتي بنشد السحريات والفجريات والقصائد والمواعظ وذكر فضل الأعمال الصالحة والصلاة والزكاة.
والنقرزان الذي نحن بصدده هو نقرزان الشيخ عسر أحد أولياء الله الصالحين بقرية القمانة بنجع حمادي، يرجع تاريخه إلى سنة 1288هـ / 1871م ، كما هو مثبت أعلى الباب الرئيسي على عتب خشبي مستطيل الشكل نقشت عليه كتابات بالحفر البارز.
الجمعية المصرية
ويستخدم الأفراد المحترفين النقرزان، ويطلق عليهم في الفرق الموسيقية “طبال”، يوجد في معظم محافظات مصر وخاصة محافظات الصعيد، وفق الأرشيف المصري للحياة والمأثورات الشعبية.
وتم تسجيل عنصر النقرزان ضمن قائمة الحصر الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي بالجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، الخاصة بجمهورية مصر العربية، التي أسست عام 2000.