حوارات و تقارير

اللواء محمد عبدالسلام المحجوب: أهل سيناء الأقرب إلى قلبي وبطولاتهم يشهد لها التاريخ|حوار|

أحد أبناء سيناء ساعدني في دخول فلسطين المحتلة بعد نكسة 67.. وأبناؤها خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري

أحد رجال المخابرات العامة الذين كلِّفوا بمهام شديدة الخطورة ما زالت أغلبيتها سرية حتى الآن ولم يصرح بالإفصاح عنها، تقلَّد العديد من المناصب بها حتى أصبح نائب رئيس جهاز المخابرات العامة، ثم انتقل للعمل بالجهاز التنفيذي للدولة كمحافظ للإسماعيلية، ثم محافظ للإسكندرية، وكان حتى يومنا هذا من أشهر المحافظين الذين تولوا تلك المحافظتين؛ لما أحدثه بهم من طفرة تنموية هائلة في شتى المجالات، ثم تولى منصب وزير الدولة للتنمية المحلية والذي اختتم به حياته الوظيفية ، التقينا به وتحاورنا معه في محاولة لكشف جزء من حياته المليئة بالبطولات وليحدثنا عن دور أهالي سيناء في حماية الأمن القومي المصري ومساندة القوات المسلحة في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، ومن قبلها حربها ضد العدو الإسرائيلي، وإلى نص الحوار…

أهالي سيناء قدموا بطولات وتضحيات كبيرة في فترة نكسة 1967م فهل كنت شاهد عيانٍ لأيٍّ من تلك البطولات؟

بالطبع أنا شاهد عيان على عشرات البطولات التي قام بها أهالي سيناء العظماء، فهم على الخط الرئيسي لأمننا القومي، وقاموا بأعمال بطوليَّة كثيرة، ولم يخشوا الاستعمار وواجهوا العدو، ولا أُخفى على أحد أنني دخلت إلى قلب إسرائيل عام 1967 عقب احتلال سيناء؛ لتنفيذ إحدى المهام التي كلفت بها بمعاونة أحد أبناء سيناء – عبدالله جهامة –، وكانت هذه المهمة تهدف إلى الوصول لأحد المواقع العسكرية الإسرائيلية لجمع معلومات عنه وتصويره، هذا الشاب السيناوي صمم على أن يحمل عني الطعام والشراب وكل متعلقات المهمة طوال المسافة، وأنا حملت كاميرات التصوير فقط اللازمة لتنفيذ المهمة، بالرغم من أن مهمته الأساسية كانت جسيمة وهي تنفيذ مرحلتي المهمة من المرور بسيناء ـ وهي محتلة ـ، ثم عبور الحدود والوصول للهدف داخل إسرائيل والكائن بمناطق حساسة للغاية، ثم العودة مرة أخرى إلى مصر، وبالفعل نجحنا في المهمة على أكمل وجه، وكان له فضل كبير في نجاح العملية، فهل يوجد شهامة أو شجاعة أكثر من ذلك، هذا الأمر بسيط للغاية مقارنة بالبطولات التي قاموا بها، ولكنني لم أنسه حتى الآن لما له من بعد إنساني وشهامة، وكنت أتواصل مع هذا الفدائي باستمرار، وانقطعنا فترة حتى قابلته بالصدفة في مجلس الشورى، ولا ننسى باقي المجاهدين الذين واجهوا الاحتلال الإسرائيلي فهم قاموا بأعمال كبيرة، ومنظمة سيناء استعانت بهم فى العديد من العمليات المتنوعة بمناطق كثيرة داخل سيناء، فهم جزء من مصر ينمون وسينمون وسوف نرى لهم الخير بإذن الله.

بحكم خبرتك هل تعتقد أن التنمية الشاملة التي تُجرى على أرض سيناء حاليا كفيلة بأن تجلب مواطني باقي محافظات مصر لسيناء؟

بالطبع ولهذا السبب يتم إنشاء الأنفاق بهذه التكلفة الضخمة لكي تتصل الأرض ببعضها حتى لا يكون هناك عزلة ولا تصاريح لدخول سيناء، فحقيقة سيناء كان ينقصها تنمية حقيقية، وأعتقد أن ذلك يمثل نظرة استراتيجية عند الرئيس السيسي، ولهذا أصدر أمرًا بحفر الأنفاق وإنشاء كل البنية الأساسية التي تتم حاليا من أجل التنمية ، وأرجو من الله قبل أن أودع حياتي أن أرى سيناء خضراء، وإن شاء الله بخطوات الرئيس السيسي الواسعة تجاه تنمية سيناء سنرى أرض الفيروز كما نحب أن نراها.

نفهم من ذلك أن سيناء تشهد طفرة تنموية حقيقية الآن؟

بالتأكيد فالرئيس السيسي متفهم جدا لهذه العملية، وهناك اهتمام شديد بصفة شخصية منه لسيناء وأهلها، لأنه يعرف قيمتهم وقيمة جهودهم وجهادهم، فالرئيس السيسي كان مدير المخابرات الحربية ثم وزير الدفاع ثم رئيسا للجمهورية، وبحكم ذلك يعلم التطورات التى تحدث فى سيناء بصفة يومية، وقرر أن سيناء فى عهده ستنمو تنمية حقيقية، رغم التكاليف الضخمة ، ولكنها لها بعد قومي واستراتيجي فهي تهدف في المقام الأول بأن تكون أرض مصر قطعة واحدة غير قابلة للتجزئة، وهذا هو الهدف الرئيسي من الأنفاق التي يتم الانتهاء من إنشائها الآن، فستعمل على ربط سيناء بباقي المحافظات حتى يكون التنقل بسهولة ويسر، وعقب الانتهاء من الأنفاق والبنية الأساسية التي تتم الآن، وتسهيل حركة النقل، وإزالة أيِّ عوائق ستنمو مثل أي محافظة موجودة فهي جزء من مصر هذه هي الفكرة.

حدثنا عن ذكرياتك حينما كنت محافظا للإسماعيلية والإسكندرية؟

أنا قضيت في الإسماعيلية عامين ونصف العام تقريبا، هذه الفترة علمتني الإدارة وكيفية تجنب أي سلبيات فيها، وأصبحت على دراية كاملة بكل كبيرة وصغيرة، وعرفت كل خبايا الإدارة المحلية، لذلك حينما ذهبت إلى الإسكندرية كنت جاهزا لأن أنفذ مباشرة لأنني فهمت الأمور كلها، فقضيت فترة في الإسكندرية جعلتني أحب أهالي الإسكندرية وهم بادلوني الحب، واستطعت بمجهودهم وإخلاصهم ومساعدتهم لي في تنمية الإسكندرية.

* كنت وزيرا للتنمية المحلية.. ما هي أبرز المشاكل التي واجهتها؟

توليت هذا المنصب لفترة بسيطة حاولت من خلاله أن أساعد المحافظات كلها من خلال تقديم الدعم لها ومساندة المحافظين وحاولت أن أساعدهم قدر ما استطعت خلال فترة وجودي.

هل كنت الضابط المسئول عن عميل المخابرات المصرية (جمعة الشوان)؟

نحن لا نعمل أفرادا إنما مجموعات، وأنا فرد في المجموعة التي كانت مسئولة عنه، ولا أستطيع الحديث عن أي تفاصيل أكثر من ذلك الآن.

حدثنا عن دورك في تحرير الرئيس الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات” عقب احتجازه في الأردن لمنعه من حضور القمة العربية المنعقدة آنذاك؟

كلفت بتحرير الرئيس الفلسطينى الراحل من الاحتجاز من قبل الإسرائيليين مرتين الأولى حينما تم احتجازه فى المملكة الأردنية الهاشمية لمنع وصوله للقمة العربية المنعقدة بالقاهرة خصيصا لمناقشة القضية الفلسطينية، فصدرت تعليمات من الرئيس جمال عبدالناصر بتنفيذ المهمة وتحريره وإجلائه والحضور برفقته للقاهرة وتمت المهمة بنجاح ووصل الرئيس الفلسطينى إلى مقر انعقاد القمة فى الموعد المحدد، والمرة الثانية كلفت بتحريره من الاحتجاز فى بيروت ولا أستطيع التحدث فى تفاصيل هذه المهمة الآن.

حدثنا عن الكتاب الذى بصدد إصداره عن ذكرياتك؟

لا أستطيع أن أتحدث عنه حاليا، أنا انتهيت منه بالفعل لكنه موجود لدى أحد الأجهزة السيادية لكي يتم مراجعته والموافقة على محتواه، وبالطبع أنا حذفت منه معلومات كثيرة تمس الأمن القومي لمصر.

* كلمة أخيرة توجهها للشعب المصري؟

أطلب من الجميع مساندة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، فكل من عمل بالقوات المسلحة يعلم أنه رجل وطني من الطراز الأول وعاشق لمصر، وأتمنى من الله أن يطيل في عمري حتى أرى سيناء أرضا خضراء ، و أقول لشبابنا يجب ان تحققوا أحلامنا ، ببناء وتنمية هذا الوطن الذى يحتاج لجهود كل فرد منا ، حتى نعود لريادتنا الإقليمية والدولية ، وأقول لكل من يحاول المساس بأمن مصر “إن مصر وشعبها في رباط ليوم الدين ولن تنال منة أبدا” .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى