حوارات و تقارير

السليك بن السلكة: شاعر الصعاليك الذي أبهر العرب بشجاعته وفصاحته

السليك بن السلكة، هو السليك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي . والسُلكة هي أمه ، وهي جارية سوداء . يروى أنه كان أسمر البشرة أو قريباً منها . هو واحد من شعراء الصعاليك ، انتسب إلى الشنفري وتأبط شرا وعمرو بن برّاق . وكان من أقوى رجال العرب وأفصحهم ومن أعرف الناس بالارض وأحكمهم بمعالمها وأشجعهم عدواً فسمي بالرئبال . وقيل إنه لم يهجم على مضر بل على اليمن ، وإن لم يستطع ذلك، هاجم على ربيعة.

من هو السليك بن عُمير

لم يبق من شعر السليك إلا القليل، رغم أن بعضهم يحسبه من أشعر شعراء الصعاليك في الجاهلية . والمقاطع النادرة التي وردت إلينا تبين أن شعره كان أشبه بالنثر البليغ منه بالشعر المبتكر ، كما أنها تظهر جانباً هاماً من شخصيته التي اتسمت بالاستقلالية والحصول على المتع والمال ولا تبرزه كحامل فكرة أو مبدأ.

قتل السُليك بن السُلكة على يد أسد بن مدرك الخثعمي .

وجاء في “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني: هو السليك بن عمرو، وقيل: بن عمير بن يثربي. من بني مقاعس، وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والسلكة: جارية، وهي جارية سوداء.

من صعاليك العرب العدائين: وهو أحد صعاليك العرب العدائين الذين كانوا لا يمكن اللحاق بهم، ولا تستطيع الخيل الإمساك بهم إذا هربوا. وهم: السليك بن السلكة، والشنفري، وتأبط شراً، وعمرو بن براق، ونفيل بن براقة. وسيذكر خبرهم على الترتيب هنا إن شاء الله تعالى في أشعارهم التي تغني عنهم؛ لترتبط أحاديثهم.

فأما السليك فأخبرني عنه الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي، قال: ورأيت خبره وشعره عند محمد بن الحسن الأحوال عن الأثرم عن أبي عبيدة. أخبرني عن بعضه اليزيدي عن عمه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل، وقد جمعت أقوالهم، فإذا اختلفوا نسبت كل حديث إلى قائله.

أقوى رجال العرب

يخزن بيض النعام ماء في الشتاء ليشربه في الصيف: قال أبو عبيدة: حدثني المنتجع بن نبهان قال: كان السليك بن عمير السعدي إذا كان الشتاء يضع ببيض النعام ماء السماء ثم يدفنه، فإذا كان الصيف وانفصلت إغارة الخيل وهاجم. وكان أدق من قطاة -يأتي حتى يقف على البيضة. وكان لا يهاجم على مضر، وإنما يهاجم على اليمن، فإذا لم يقدر على ذلك هاجم على ربيعة.

وقال المفضل في قوله: وكان السليك من أقوى رجال العرب وأغربهم وأفصحهم. وكانت العرب تناديه سليك المقانب وكان أعرف الناس بالأرض، وأحكمهم بمسالكها، وأشجعهم عدواً على رجليه لا تستطيع الخيل الإمساك به. وكان يقول: اللهم إنك تقدر ما تشاء لمن تشاء متى تشاء. اللهم إني لو كنت ضعيفاً كنت عبداً، ولو كنت امرأة أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة.

من انتهاء غاراته: فذكروا أنه افتقر حتى لم يبق له شيء فخرج على رجليه آملاً أن يحصل على فريسة من بعض من يصادفه فيأخذ بإبله، حتى أمسى في ليلة من ليالي الشتاء الباردة المقمرة فاستر الصماء ثم نام -واستر الصماء: أن يلقي زائدة ثوبه على عضده اليمنى، ثم ينام عليها-فبينا هو نائم إذ انبطح رجل فاستلقى على جنبه فقال: استأسر. فرفع السليك إليه رأسه، وقال: الليل طويل وأنت مقمر. فأرسلها مثلاً، فجعل الرجل يهزه ويقول: يا شرير استأسر. فلما أزعجه بذلك أخرج السليك بعده، فضم الرجل إليه ضمة ضرط منها وهو فوقه.

فقال السليك: أضرطا وأنت الأعلى؟ فأرسلها مثلاً فجعل الرجل يلهزه ويقول: يا خبيث استأسر. فلما آذاه بذلك أخرج السليك بعده، فضم الرجل إليه ضمة ضرط منها وهو فوقه، فقال السليك: أضرطا وأنت الأعلى؟ فأرسلها مثلاً، ثم قال: من أنت؟ فقال: أنا رجل افتقرت، فقلت: لأخرجن فلا أرجع إلى أهلي حتى أستغني فآتيتهم وأنا غني قال. انطلق معي. فانطلقا، فوجدا رجلاً قصته مثل قصتهما. فاصطحبوا جميعاً حتى أتوا الجوف: جوف مراد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى