المدن الرّومانية حول الأطلس البليدي ………. التّاريخ المنسي

المدن الرّومانية حول الأطلس البليدي ………. التّاريخ المنسي !!

يعود التواجد الروماني ببلدنا إلى سنة 202 قبل الميلاد أي تاريخ انهزام الفينيقيين أمام الرومان وحليفهم ماسنسن ( ماسينيسا ، وتعني بالأمازيغية : سيّدهم ) ملك الأمازيغ بمعركة زاما الشهيرة شمال تونس التي غيرت تاريخ البشرية ….. ملك بعدها الأمازيغ أرضهم لكن النفوذ الروماني بدأ يكبر تدريجيا بعد انهزام يوڨرثن ( يوغرطة ) بعد 7 سنوات من المقاومة ووفاته في سجن روما سنة 104 قبل الميلاد ….. نفوذ وتغلغل سياسي واقتصادي تواصل حتى سنة 40 م ، السنة التي احتل فيها الرومان فعليا أرضنا بعد اغتيال آخر ملك أمازيغي : بطليموس ، إبن يوبا الثاني ، بعد أن دعاه الرومان إلى روما و اغتالوه غدرا ….. وبقي الرومان ( و البيزنطيون بعدهم ) أكثر من ستة قرون بأرضنا ، حتى القرن السابع ميلادي ، تاريخ قدوم الإسلام إلى أرضنا

بحكم موقعه الإستراتيجي ، كمنطقة عبور ضرورية نحو شرق ، غرب وجنوب البلاد ، قربه من البحر ، وخصوبة سهل متيجة، شيّد الرّومان عدّة مدن ومراكز حول وعلى سفوح الأطلس البليدي ، بغرض تأمين الطرق واستغلال خيرات البلاد ، لاحظو التشابه بين الأسماء الرومانية والحالية، مما يدل على الأصل الأمازيغي لهذه الأسماء …. و أن أجدادنا هم من بنوها و عمروها ، ولو أنهم تبنوا ” المواطنة ” الرومانية او اللسان اللاتيني ….. من أهمّ هذه المدن :

1-لامْبْدِيَا : وسُمّيت كذلك أد ميديكس ، ميديا كولونيا : وهي مدينة المدية الحالية ( قيل من لمدونة ، قبيلة أمازيغية ، وقيل من ميديوس ، وهو الوسط باللاتينية )

2- تاراناموزا كاسْتْرا : وهي مدينة موزاية الحالية ، ونجد الآثار جنوب المدينة بحي بن عيشوبة “لاروي” ، وحتّى في ضواحي عين الرمانة : تاراناموزا ممكن من ثالا أوزار = عين الجذر ، قيل أن هذه المدينة هي البرواقية ، و الراجح في تقديري أن الإسم الروماني لبرواڨية هو تيرينادي …… موزايا إسم قبيلة أمازيغية حسب ابن خلدون الذي كتبها : موصاية ، ونسبها لصنهاجة وقال أنها تعيش بسفوح جبلها : جبل موصاية ، يمكن أن يكون أصل الكلمة من إيموزّار و تعني بالأمازيغية الشلالات ( مفردها أمازّر )

3- بيدا كولونيا : ممكن أن تكون بموقع مدينة البليدة حاليا ، ووجدت قطع نقدية رومانية بحي بن بو لعيد ، بيدا ترمز إلى المياه …. الفرضية ذكرها البريطاني توماس شو في كتابه في القرن 18 م

4- تابلاتا : مدينة تابلاط حليّا ، ونجد الآثار بمنطقة تاڨربوست ، تابلاط = الحجارة المسطحة

5- تيرينادي : البرواڨية حاليا ، هي جمع ل تيرينادوم ، أو تارانادوم ، لاحظوا التشابه مع تاراناموزا كاسترا ، مما يدل أن الكلمة اللاتينية ما هي إلا تحريف للكلمة الأمازيغية الأصلية : ربما تالا و تعني المنبع ، هناك من يعتقد أن تاراناموزا كاسترا هي البرواڨية

6- تيبازا : مدينة تيبازا الحالية ، وهي من أجمل الآثار الرومانية بالجزائر ، إسمها الأمازيغي القديم المذكور في الكتب القديمة ( إبن خلدون ، البكري ) تافسّدت ، و تعني المخزن بالأمازيغية ، من الفعل سّد = خزّن ، صنع كومة …. يسموها أهلها اليوم : بازار ، كلمة تيبازا يقال أن أصلها فينيقي وتعني : مكان العبور ، المحطة ، ويعتقد البعض أن أصل الكلمة أمازيغي : تافزا ، وتعني الحجر الرملي

7- كازا كالفانْتي : مدينة القليعة حاليا ، و تعني باللاتينية منزل عائلة كالفنتوس ، أو منزل القرع ( جمع أقرع ، كالفوس باللاتينية )

8- رابيدوم : مدينة جُوَّاب حاليا جنوب تابلاط بالمدية قرب حدود بويرة ، وهي من أجمل الآثار الرومانية وأكبر موقع أثري روماني بالمنطقة . و تعني السريعة باللاتينية

9- إيكوسْيوم : الإسم الروماني لمدينة الجزائر ، إسمها الفينيقي إيكوسيم ، و تعني جزيرة الشوك أو جزيرة النورس ، و قد تكون من الأمازيغية أڨوسيم و تعني الجوز ….. إسم المدينة الأمازيغي الأصلي هو آرغل حسب العلامة عبد الرحمن الجيلالي ، و تعني الغابة الكثيفة ( يستعمل أمازيغ الظهرة إلى اليوم كلمة آريل أو رايال = الغابة ) ، آرغل أعطت الكلمة الكاتالانية آرخل Argel ، و منها اشتقت التسمية الفرنسية ألجي Alger

لما أعاد بناءها الأمير الأمازيغي بولوغين بن زيري الصنهاجي ، سماها جزائر بني مزغنة نسبة للقبيلة الصنهاجية التي أسكنها المدينة

10- روسوڨونْيا : تامنفوست حاليا ببلدية المرسى شرق العاصمة ، ثاما تايفوست تعني الجهة اليمنى بالأمازيغية ، أما روسوڨونْيا فيحمل أن يكون معناها رأس السمّاء ، روس = رأس بالفينيقية ، إڨني تعني السماء بالأمازيغية ، أو رأس الهضبة : أڨني بالأمازيغية

11- سِيزاريا : مدينة شرشال الحالية ( سِيزارْيا تعني مدينة قيصر )، التي تحوي أجمل الآثار الرومانية في المنطقة ، وإلى الآن ورغم البعد الجغرافي ، تتقاسم العديد من الخصائص الثقافية مع البليدة إلى اليوم !! إسمها الفينيقي و الأمازيغي إيول ، ريما من أول و تعني القلب بالأمازيغية

12 – أكوا كاليدايي : مدينة حمام ريغة الحالية ، نسبة لقبيلة ريغة الأمازيغية العريقة ، التي تسكن إلى اليوم شرق و جنوب جبال زكار الشامخة ( جبال الظهرة ) ، أكوا كاليدايي تعني باللاتينية المياه الحارّة

13 – مانليانا = مدينة مليانة الحالية ، سماها بلين القديم كولونيا أوڨوستا : المستعمرة الكبيرة أو الموقرة …. مليانة كانت تسمى زوكابار قبل مجيء الرومان ، يعتقد البعض أن زوكابار / سوقابار تعني سوق القمح بالفينيقية ، لكن الكلمة قد تكون لها علاقة بجبل زكار ، مليانة كلمة يمكن أن تكون لاتينية : إسم أميرة حسب البعض ، أو أمازيغية : إسم قبيلة ، أو ربما كلمة مركبة ، مثلا أمان يلان = المياه متواجدة ، للأمازيغية الظهرة بلهجتي بني مناصر وبني فرح تسمى : مليانث

13 – سوفازار = بلدة عمورة الحالية ، على ضفاف واد شلف ببلدية واد الشرفة جنوب شرق عين الدفلى على الحدود مع مدية ، و جد بها الفرنسيون آثارا رومانية ، إسم المدينة يعني بالأمازيغية : أصل النهر ، أو جذر النهر : سوف = النهر ، أزار = الجذر أو النهر …. لأنها المنطقة التي ينعطف فيها نهر شلف بالضبط ، و يدخل سهل شلف بعد أن اجتاز منطقة جبلية وعرة التضاريس ، يفصل فيها بين تيطري و جبال وارسنيس !!! إستعمال كلمة سوف دليل أن الزناتية كانت هي لهجة المنطقة منذ 2000 سنة على الأقل ، لأن اللهجات الزناتية تستعمل كلمة سوف ( النهر ) تماما مثل المنطقة المعروفة : واد سوف ، بينما نجد في اللهجات الصنهاجية مثل لهجة منطقة القبائل كلمة : أسيف

كما وجدت عدة آثار رومانية بمناطق : حمام ملوان ، بوفاريك ، واد العلايق ، خميس الخشنة ، العفرون ، العمارية وسيدي نعمان ( ولاية المدية ) ، وما لم يكتشف أكثر من ذلك بكثير !!!!!!

للأسف تعاني كل هذه المواقع من الإهمال والتخريب والسّرقة، وتعتبر الجزائر، ثاني أكثر بلدان العالم غنى بالآثار الرومانية بعد ……… إيطاليا !!

لاحظوا التشابه الكبير بين الأسماء القديمة و الأسماء الحالية ….. وتأثير الأمازيغية في الطوبونيميا منذ القدم ….. وإلى اليوم !!

تاريخ رائع لا يهتم به أحد للأسف ………