مآسي سجلها التاريخ القديم.. حرق العبيد وإبادة المدن
أميرة جادو
تاريخ الإنسانية مليء بالمجازر والمحارق التي ارتكبها البشر ضد بعضهم البعض، حيث أقدم التتار على حرق المدن واستباحتها، كما فعلت العديد من الإمبراطوريات الأخرى عبر العصور. كذلك، تعرض العبيد قبل تحريرهم في الولايات المتحدة الأمريكية للكثير من المحارق. وفي هذا السياق، نستعرض أبرز هذه الحوادث تاريخيًا:
حريق روما
في عام 64 ميلادي، قام الإمبراطور نيرون بحرق مدينة روما، حيث كان يحلم بإعادة بناء المدينة بعد تدميرها. بدأت النيران في القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، وسرعان ما انتشرت النيران بشكل كبير لمدة أسبوع كامل في أنحاء المدينة، مما أدى إلى تدمير عشرة أحياء من أصل أربعة عشر حيًا في روما. وفي وقت كان فيه الضحايا يتألمون جراء الحريق. كان نيرون جالسًا في برج مرتفع يتفرج على الحريق، وبيده آلة الطرب يغني أشعار هوميروس التي تصف حريق طروادة.
ووفقًا للمؤرخ تاسيتس، قدم نيرون مساعدات بعد الحريق، حيث دفع من ميزانيته الخاصة وفتح قصوره الخاصة للناجين. كما أمر بتوفير الطعام لهم. بعد الحريق، وضع نيرون خطة جديدة للمدينة. حيث تم إعادة بناء المنازل باستخدام حجارة القرميد، كما أضاف طرقًا واسعة، كما قام ببناء قصر جديد أطلق عليه “دوموس أوريا” أو “البيت الذهبي” في منطقة كانت قد دمرت جراء الحريق، وقد بلغت مساحة القصر أكثر من 1.2 كيلو متر مربع.
وبحسب كتاب “على رقاب العباد” للكاتب أنيس منصور. فإن نيرون ورث النزعة الدموية من والدته “أجربينا”، التي قتلت زوجها الإمبراطور كلوديوس، فكان نيرون يقتل كل من يهدده أو يشتبه فيه. وقد وصفه المؤرخون بأنه كان شخصًا مشوهًا، ذا ساقين نحيفتين، وشعر أصفر، وعينين زرقاوين.
تدمير حلب
في القرن الثالث عشر، كانت جيوش المغول تحت قيادة جنكيز خان وهولاكو ترتكب إبادة جماعية ومجازر شنيعة. من بين المدن التي دُمرت كانت حلب، التي سقطت في يد التتار عام 761 ميلادي. كانت حلب أول مدينة شامية تسقط في الغزو المغولي بعد سقوط بغداد، وذلك في 25 يناير 1260. استمر الحصار التتري للمدينة لمدة سبعة أيام فقط.
ووفقًا لموسوعة “تاريخ الإسلام” للدكتور راغب السرجاني، بدأت المجازر في حلب ضد الرجال والنساء والأطفال، حيث تم تدمير المدينة تمامًا، وخرب التتار أسوارها لكي لا تتمكن من المقاومة لاحقًا. ثم قام هولاكو بحصار القلعة الموجودة في داخل المدينة، التي كان بها توران شاه وبعض المجاهدين. اشتد القصف على القلعة.، وانهمرت السهام من كل مكان، لكنها صمدت وواصلت المقاومة. استمر هذا الوضع لمدة أربعة أسابيع حتى سقطت القلعة في يد هولاكو، الذي كسر الأبواب وقتل من فيها، لكنه أبقى على حياة توران شاه ولم يقتله.
حرق العبيد في أمريكا
ستظل حطام سفينة “كلوتيلدا” مغمورة تحت الماء كنصب تذكاري ل110 عبيد حملتهم السفينة وتكريمًا لأحفادهم في موبيل، ألاباما، الولايات المتحدة الأمريكية. يعد هذا الموقع ذا قيمة تاريخية كبيرة. حيث يربط بين تجارة الرقيق عبر الأطلسي وبين الأشخاص الذين تم استعبادهم. وقد أوصت لجنة ألاباما التاريخية (AHC) بالحفاظ على الحطام في مكانه لحماية هذا الموقع التراثي الثقافي الهام.
تعود القصة إلى عام 1860 عندما تمكنت سفينة “كلوتيلدا” من نقل أفارقة بشكل غير قانوني من أويدا في بنين الحالية إلى موبايل في الولايات المتحدة، رغم أن الولايات المتحدة كانت قد حظرت الاتجار بالبشر منذ عام 1807. بعد أن تم حرق السفينة وإغراقها لإخفاء جريمة الاتجار بالبشر. كان على متنها 110 رجال ونساء وأطفال. معظمهم لم يتجاوز عمرهم عامين. هؤلاء العبيد تحمّلوا العبودية حتى تم تحريرهم رسميًا في نهاية الحرب الأهلية الأمريكية بعد خمس سنوات.