تاريخ ومزارات

 دخول هولاكو بغداد وسقوط الخلافة العباسية

بعد أن دخل هولاكو بغداد وسقطت الخلافة العباسية عام 656 هجرياً تحركت جحافله نحو الشام التي كانت آنذاك تحت حماية الأيوبيين الذين لم يصمدوا طويلاً تحت وطأة الزحف المغولي في ظل ضعف السلطان الناصر الثاني الذي قبض عليه وقُتل ليبقى طريق المغول مفتوحاً نحو مصر حيث ظهر المماليك بقيادة سيف الدين قطز وركن الدين بيبرس وسيف الدين قلاوون ليقلبوا موازين القوى عندما هزموا المغول في معركة عين جالوت سنة 658 هجرياً بفلسطين وأبعدوهم حتى جنوب الأناضول وفرضوا نهر الفرات حداً فاصلاً بين دولتهم ودولة مغول فارس.

قصة سقوط الخلافة العباسية

في غياب الخليفة واجه المسلمون فراغاً سياسياً ودينياً خطيراً فذكر السيوطي أن الخلافة عادت في القاهرة سنة 659 هجرياً بعد غياب استمر ثلاث سنوات ونصف حين بويع المستنصر بالله وقد كان بيبرس يخطط أولاً لإعادة الخليفة إلى بغداد بحسب ما قاله قطز ذات مرة عن نيتهم إرجاع الخليفة إلى هناك.

لكن الأمور اتخذت منحى مختلفاً عندما وصل إلى مصر رجل ادعى أنه ابن الخليفة المستعصم بالله فأثبت القاضي نسبه في مجلس بيبرس وبويع بالخلافة بلقب المستنصر بالله فدعمه بيبرس بالجيش والسلاح وتحركا معاً نحو الشام لاستعادة بغداد وقد عبر المستنصر نهر الفرات واستعاد عدة مدن إلا أن المغول قضوا عليه قرب هيت واستولوا على قواته.

لم يتوقف بيبرس عند تلك الخسارة بل استدعى أخا المستنصر أحمد إلى القاهرة سنة 661 هجرياً وبايعه بلقب الحاكم بأمر الله غير أن الهزيمة السابقة جعلت بيبرس يغيّر نهجه فاختار الإبقاء على الخليفة في القاهرة دون سلطة حقيقية واستثمر وجوده لإضفاء الشرعية على حكمه كما فعل البويهيون والسلاجقة مع خلفاء بغداد في سابق الزمان فتحولت الخلافة من قوة حاكمة إلى رمز سياسي وديني بينما بقيت السلطة بيد السيف المملوكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى