تاريخ ومزارات

قصر محمد علي في السويس: كنز مهجور على ضفاف قناة التاريخ

أسماء صبحي – رغم ما تحمله مدينة السويس من أهمية استراتيجية وموقع فريد على مدخل قناة السويس. إلا أن قلة يعرفون عن قصر محمد علي القابع هناك، والذي يعد من المعالم التاريخية المهملة التي لم تنل نصيبها من الضوء. فهذا القصر، الذي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر، يعكس فترة محورية في تاريخ مصر الحديث. حين بدأ محمد علي باشا يؤسس لدولة حديثة ترتكز على التجارة، والملاحة، والإدارة الحديثة.

نشأة قصر محمد علي

شيد القصر في السويس ليكون استراحة مؤقتة له خلال رحلاته التفقدية إلى قناة السويس والموانئ الشرقية. وقد اتخذ موقعًا متميزًا على مقربة من خليج السويس. مما سمح له بمراقبة السفن والتحكم في حركة التجارة البحرية.

وبني القصر على الطراز العثماني الكلاسيكي، مع لمسات مصرية في الزخرفة والنقوش. كما يتكون من طابقين وعدة قاعات واسعة، فضلًا عن ساحة خارجية تطل على البحر.

ويتميز القصر بأسقفه المرتفعة، والأعمدة الرخامية، والشرفات المطلة على البحر. لكن للأسف، مرت عليه سنوات طويلة من الإهمال، وتحول مع الوقت إلى مبنى مهجور. ورغم قيمته الأثرية الكبيرة. إلا أن القصر لم يدرج بعد ضمن خطط تطوير السياحة أو الترميم التاريخي الشامل.

رابط مهم

وقالت الدكتورة مروة البدري، الباحثة في التراث العمراني، إن قصر محمد علي في السويس يمثل رابطاً هاماً بين تاريخ الدولة الحديثة وتاريخ قناة السويس. كما يعد الإبقاء عليه في هذه الحالة إهداراً لذاكرة الوطن. وهناك ضرورة لتدخل عاجل لترميمه وتحويله إلى متحف يوثق لتاريخ المنطقة.

وبالرغم من موقعه الحيوي، لا يعرف أغلب سكان السويس، ناهيك عن الزوار، بوجود القصر. ويقع خلف سور حديدي مغلق ما يجعله غير متاح للزيارة. ولكن الخبراء يرون أن إدراجه ضمن خطة تطوير منطقة قناة السويس يمكن أن يعيد إليه الحياة ويجعله وجهة ثقافية وسياحية واعدة.

ويمثل القصر في السويس فرصة نادرة لربط المصريين بتاريخهم المادي والمعنوي. فهو ليس مجرد مبنى، بل قصة حاكمٍ غيّر ملامح مصر، ومكان شهد على بدايات حركة التجارة البحرية في البلاد. كما سيكون ترميم هذا القصر خطوة في طريق إحياء التراث المنسي وتقديمه للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى