تاريخ ومزارات
المشعلجي
“المشعلجي”
قبل 200 عام من الآن لم يكن يعرف الإنسان طريق للإنارة سوى النار، قبل اكتشاف الكهرباء، وكانت تنتشر المشاعل ( أعمدة الإنارة ) فى شوارع مصر وكانت تعمل بالزيت.
ويمتد تاريخ الإنارة بالمشاعل في مصر إلي زمن قدماء المصريينن فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتا في الحجر من قبل الفراعنة قبل 6 آلاف عاما، وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع أو دهن وشحم الحيوانات، وقطعة من قماش الكتان، وهو الأمر الذي ساعد قدماء المصريين على بناء حضارتهم، ومواصلة عملهم ليلا نهارا، وقد رصد «هيرودوتس» في قوله :«الآن كل المصابيح مضاءة، مليئة زيتاً مملّحاً، فيما يطفو الفتيل فوق الزيت، مشتعلاً كل الليل»، واصفا ليلة منيرة في مصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعونية.
كما ضمت مصر واحدة من عجائب الدنيا السبع، القائمة على الإنارة، وهي «منارة الإسكندرية»، التي شيدها بطليموس سنة 280 ق.م، لهداية البحارة عند سواحل مصر ، ويبلغ ارتفاعها 180 مترا، ليُرى نورها على بعد خمسين كيلو متراً في البحر.
كما صنعت كل من مصر وسوريا «المشكاة» وهي المصابيح التي تستخدم لإضائة المساجد في عصر دولة المماليك، وتمثل أرقى أشكال صناعة أدوات الإنارة في كل الثقافات والحضارات.
وحين دخل المعز لدين الله الفاطمي إلى مدينة القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان خرج الأهالي لإستقباله ليلا بالمشاعل والفوانيس التي بقيت مضاءه طوال شهر رمضان الكريم لتتحول بعد ذلك إنارة الشوارع ليالي رمضان إلى عادة مصرية مستمرة حتى يومنا هذا.
وأصبحت تلك الفوانيس من أبزر معالم الشهر الكريم.
قننت وظيفة المشعلجي في القرن التاسع عشر بعد أن كان الأمر مقصورا على إجتهادات أهالي الأحياء والقرى في كل ربوع مصر خاصة في الشوارع الرئيسية والكبرى.
وأصبح المشعلجي موظفا يتبع بلدية المحافظة التي يعمل بها، ويقتصر عمله على أن يحمل شعلة نار وينطلق قرب غروب الشمس فى الشوارع المحددة له ويصعد عبر السلم الخشبى لينير أعمدة الإضاءة التى كانت تعمل بالزيت حتى يطمئن المارة فى الشوارع، وبالطبع لم تكن الشوارع الداخلية تتمتع بالرفاهية نفسها التى كانت حكر على الشوارع الرئيسية فى الإنارة، حيث ظلت عملية إنارة الشوارع الفرعية والحوارى المصرية بجهود الأهالى.
ثم يقوم المشعلجي أيضا بالمرور مرة أخرى مع الساعات الأولى من الصباح لإطفاء المشاعل وأعمدة الإنارة.