حوارات و تقارير

ذكرى نصر أكتوبر.. ملحمة العبور التي أعادت لمصر كرامتها وللعرب ثقتهم بالنصر

أسماء صبحي– كل عام ومع حلول ذكرى نصر أكتوبر، تعود الأصوات التي صنعت النصر لتروي من جديد قصة البطولة والفداء التي غيرت وجه التاريخ. هي ذكرى ليست ككل الذكريات بل صفحة مضيئة في سجل الأمة المصرية. حين قرر الشعب أن ينهض من رماد الهزيمة، ويستعيد ثقته بنفسه بعد مرارة نكسة 1967.

ففي ذلك اليوم الخالد من عام 1973 امتزجت إرادة الجنود المصريين بعزيمة الوطن كله. ليكتب النصر بأحرف من دماء وتضحيات أعادت لمصر كرامتها وللعرب هيبتهم.

نصر أكتوبر الذي كسر المستحيل

استعاد البطل حسين غباشي أحد رجال أكتوبر الشجعان، تفاصيل تلك اللحظة الفارقة التي وصفها بأنها “اليوم الذي تغير فيه كل شيء”. وقال غباشي إن السادس من أكتوبر لم يكن مجرد معركة عسكرية بل كان يوماً أعاد فيه المصريون رسم ملامح مستقبلهم حين عبروا قناة السويس وحطموا خط بارليف الذي كانت إسرائيل تظنه “لا يقهر”.

وأكد أن الانتصار تجاوز مفهوم “المعركة” ليصبح رمزاً لـ”الكرامة الوطنية” وانتصاراً نفسياً أعاد الثقة في النفس إلى كل مصري وعربي بعد أعوام من الإحباط والانكسار.

كسر جولة الهزيمة الرابعة

يرى غباشي أن حرب أكتوبر لم تكن مجرد رد فعل بل كانت ضرورة تاريخية جاءت لكسر ما سماه “جولة الهزيمة الرابعة”. وأوضح أن الصراع العربي الإسرائيلي مر بثلاث جولات سابقة:

  1. الأولى عام 1948: حيث شهدت “النكبة” وضياع جزء من فلسطين.
  2. الثانية عام 1956: وتجلت في العدوان الثلاثي من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل.
  3. الثالثة عام 1967: والتي عرفت بالـ”نكسة” وكانت هزيمة قاسية تركت جرحاً عميقاً في وجدان الأمة.

وأضاف أن حرب أكتوبر جاءت لتثبت أن العرب ليسوا أمة وُجدت لتُهزم، بل قادرة على النهوض والانتصار حين تتوافر الإرادة والإعداد الجيد. وأشار إلى أن النجاح في تلك الحرب لم يكن وليد الصدفة بل نتاج استعداد شامل على المستويين العسكري والمدني. بدءاً من تدريب الجنود ورفع جاهزيتهم، وصولاً إلى التنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة.

استرداد كرامة الجيش المصري

أوضح البطل غباشي أن الهدف الأسمى من الحرب كان استرداد كرامة الجيش المصري ذلك الجيش الذي يحمل تاريخاً يمتد من عصور الفراعنة إلى صلاح الدين الأيوبي.

وقال إن النصر في أكتوبر لم يكن فقط على العدو، بل على الشعور بالعجز الذي فرضته الهزائم السابقة مؤكداً أن ما تحقق في ذلك اليوم هو تأكيد جديد على أن “الجيش المصري لا يهزم”. وأن أي انتكاسة سابقة كانت نتيجة “قصور بشري” وليس ضعفاً في القوة أو الإرادة.

واختتم حديثه قائلاً: “السادس من أكتوبر مش مجرد يوم في التاريخ، ده روح عايشة جوانا، بنستمد منها قوتنا كل ما نحس إننا تعبنا.”

ملحمة وطنية خالدة صنعت مجد الأمة

اثنان وخمسون عاماً مرت على هذا اليوم الذي غيّر مجرى التاريخ، لكن ذكراه لا تزال تنبض في وجدان كل مصري. إنها ذكرى العبور العظيم، يوم سطرت القوات المسلحة المصرية ملحمة بطولية حقيقية عبرت فيها قناة السويس، واقتحمت خط بارليف الحصين. وأقامت رؤوس جسور على الضفة الشرقية خلال ست ساعات فقط.لتفقد العدو توازنه وتكسر أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.

وكما وعد بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات في خطاب النصر، فإن هذا اليوم لم يكن مجرد معركة لاستعادة الأرض..بل لحظة وعي وصحوة أمة بأكملها أثبتت أن الإرادة المصرية قادرة على تحقيق المستحيل وأن “ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى