عادات و تقاليد

السدو.. بين نسيج البدو ووشم الأرض

أسماء صبحي – قلب البدو حيث تمتد رمال الصحراء بلا نهاية، ولد ما يعرف اليوم بـ”السدو”. تقانة نسيج تقليدية تعكس روح البيئة وثقافة البدو. والسدو ليس مجرد نسيج بل هو ذاكرة نساء البادية ومخزون هويتها يسرد عبر أنماطه قصص العادات والبيئة والرباط القبلي.

ما هو السدو؟

السدو هو شكل من أشكال الحياكة البدوية اليدوية. ويستخدم لإنشاء منسوجات نسيجية بزخارف هندسيّة مميزة عادةً من صوف أو وبر الإبل والخراف. كما اختير ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، في الإمارات (2011) والسعودية والكويت (2020). ويؤكد هذا الاعتراف الدولي أهمية السدو كحِرفة تراثية بحاجة للحفظ والدعم.

وتبدأ العملية من جمع الصوف غالبًا من الإبل أو الغنم وغسله وتنظيفه. ثم غزله وتلوينه باستخدام أصباغ طبيعية مثل الحناء أو الزعفران. وبعد ذلك، تنسج الخيوط على أنوال أرضية لتنتج أطوالًا من الحبال المصبوغة بخطوط هندسية دقيقة بالأسود والأبيض والبني والأحمر.

وغالبًا ما كانت النسوة يجتمعن في المجالس، يتبادلن الأخبار ويعلمن الفتيات هذه المهنة عبر الممارسة. وهذا ما يعزز نقل السدو من جيل لآخر.

رموز في كل غرزة

تضمنت أنماط السدو رموزًا تمثل جمال البيئة الصحراوية مثل شكل الجمل أو آثار أقدامه. إضافة إلى جمل وأشكال هندسية تجريدية تعبر عن القبيلة والهوية. ويعكس الاستخدام الشائع للألوان الطبيعية ارتباط النسّاجات بالبيئة ومصادر الصبغ المستدامة.

وقالت دعاء الهاشمي، أستاذة التراث والحرف التقليدية بجامعة الإمارات: “السدو ليس مجرد حرفة بل هو مخزن ثقافي يعبر عن صوت المرأة البدوية وتاريخها. حفظه يعني حماية ذاكرتها وهويتها في زمن التغير”.

تحديات الحفاظ على التراث

رغم التقدير العالمي، يواجه السدو تحديات حقيقية تشمل تراجع المعيشة البدوية التقليدية. انخفاض الاهتمام الشبابي بالصناعة اليدوية. بالإضافة إلى المنافسة من المنسوجات الصناعية الأرخص والأسرع إنتاجًا. كما أن النشاط الصناعي والتوسع الحضري جعل نقل المهارة يتراجع، ما يضع التراث أمام خطر الانقراض.

إلا أن هناك محاولات لحمايته، مثل تأسيس بيت السدو في الكويت عام 1980. والذي يهدف لحفظ التراث وتعليمه للجيل الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى