عادات و تقاليد

تعرف على طقوس الدفن في السماء.. أغرب عادات دفن الموتى

أميرة جادو 

تعد الدفن السماوي أحد أغرب طقوس دفن الموتى في العالم، وهو طقس قديم يُمارسه سكان هضبة التبت الذين يعتنقون الديانة البوذية. في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم الدفن في السماء والطقوس الغريبة المصاحبة له.

ما هو الدفن السماوي؟

الدفن في السماء يعد جزءًا من طقوس الدفن لدى البوذيين.

مفهوم الدفن في السماء يشكّل جزءًا من تنوع طقوس التعامل مع الموتى في مختلف الأديان والمعتقدات.

وفي بعض الأديان، يعتبر الدفن في الأرض هو الأكثر شيوعًا في العالم، في حين يتم حرق أجساد الموتى في الهندوسية، على سبيل المثال.

 أما في البوذية والزرادشتية، فإن الدفن السماوي يعتبر الطقس الرئيسي لمعالجة الموتى.

عندما يموت شخص تبتي، تضاء الشموع بجانب المتوفى بينما يصلون الرهبان ويباركون الجسد لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام. خلال هذه الفترة، يُمنع لمس الجسد.

وبعد تحديد يوم الجنازة من خلال العرافة، يقوم أفراد القرية بنقل الجثة إلى موقع الدفن في السماء، سواءً بواسطة حصان أو سيارة.

طقوس الدفن السماوي

يقوم سيد مراسم الدفن في السماء بأداء طقوس على الجسد، ثم يحرق البخور لاستدعاء النسور.

 تبدأ الطيور في التحليق فوق الموقع، ثم يبدأ السيد في تقطيع الجسم إلى قطع صغيرة.

هو طقس دفن الموتى عند البوذيين، ويتم تنفيذه عن طريق وضع الجثة في وضع الجلوس لمدة يومين بعد تلاوة اللاما للصلوات اللازمة. ثم يتم كسر العمود الفقري للجثة ليتسنى طيها ونقلها إلى موقع الدفن في السماء، والذي غالبًا ما يكون عبارة عن أبراج عالية.

قد يرافق أفراد العائلة الموتى في هذه الرحلة بقرع الطبول على الوجهين وترديد الأناشيد. عند وصولهم إلى الموقع، يُحرقون البخور أولاً لجذب النسور.

 ثم يوضع الجثمان على الحجارة ويُوجه بطنها لأسفتواصل العملية بوضع الجثة في أنابيب خشبية مخصصة ترفعها إلى الأبراج السماوية.

يتم قطع الجسم إلى قطع صغيرة ويتم وضعها على برج مرتفع أو تتم تناولها من قبل النسور المحلقة في السماء.

 يعتقد أن هذا العمل يساعد في تحقيق التحرر الروحي وتحقيق النجاح في الحياة اللاحقة.

لماذا الدفن السماوي وليس الحرق؟

يعتبر الدفن السماوي طقسًا مهمًا بالنسبة للبوذيين في هضبة التبت، ويعتقد أنه يتيح للروح الانتقال إلى العالم الآخر. على الرغم من أن هذا الطقس قد يبدو غريبًا للبعض، إلا أنه يعكس المعتقدات والقيم الروحية العميقة للثقافة البوذية وتفانيهم في التحضير للموت والحياة اللاحقة.

أبراج الصمت

تعتبر أبراج الصمت طريقة أخرى للدفن السماوي، وقد تم تنفيذ طقوس مماثلة قبل حوالي 40 عامًا من قبل الزرادشتيين في إيران والهند. تتألف أبراج الصمت من بنية دائرية قصيرة تحتوي على حلقات متداخلة.

يتم تخصيص الحلقة الخارجية لأجساد الرجال والحلقة الوسطى للنساء والحلقة الداخلية للأطفال.

 بعد أن تتعرض الجثة لتأثير أشعة الشمس لفترة تصل إلى عام، يتم جمع العظام وذوبانها في الجير في حفرة عظام وسط البرج. ثم يتم تنقيتها بواسطة الفحم والتخلص من مياه الأمطار.

حظر في إيران

تم حظر استخدام أبراج الصمت في إيران في السبعينيات بسبب التوسع العمراني في البلاد وتهديد المناطق الريفية التي تم بناء الأبراج فيها.

مع ذلك، لا تزال هناك العديد من أبراج الصمت الموجودة في إيران والهند، وما زالت تستخدم لدفن العظام.

ومن أجل التصدي للشوائب والشياطين، يقوم بعض الزرادشتيين اليوم بتغليف الجثث بالإسمنت قبل دفنها.

أسباب الدفن في السماء

تختلف أسباب الزرادشتيين للدفن في السماء بشكل كبير عن تلك لدى البوذيين. حيث يعتقد الزرادشتيون أن الجثة نجسة وغير نقية، وأنها عرضة لأن تكون مليئة بالشياطين.

ويعتبر دفن الجثة مخاطرة لتلويث مصادر المياه بسبب التعفن، ويمكن أن يلوث حرق الجثة الهواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى