قبائل “المولو” أشجع شعوب إفريقيا.. تتغذى على أفراس النهر والتماسيح وتشرب الماء المالح
أميرة جادو
قبائل “المولو”، تعيش على ضفاف بحيرة توركانا شمال كينيا، وهي من أقل القبيلة في كينيا كلها من حيث عدد الأفراد، حيث لا يتجاوز عدد أفرادها عن 300 شخص، إلا أنه بالرغم من ذلك يشتهر أبناءها بشجاعة كبيرة بين القبائل لقدرة أفرادها على صيد أشهر حيوانات جنوب إفريقيا، وهي التماسيح وأفراس النهر.
قبائل المولو وصيد الحيوانات
أشتهر أفراد القبيلة منذ سنوات على الاعتماد في غذائهم على لحوم تلك الحيوانات، ما أدى الى افتقار أجسادهم للعديد من العناصر الغذائية، على رأسها الكالسيوم.
ولكن قامت القبيلة بوضع العديد من القوانين الصارمة التي تمنع وتجرِّم قتل تلك التماسيح وأفراس النهر، بطريقة غير شرعية، ما جعلهم يلجأون إلى صيد الأسماك وأكلها بدلًا من تلك الحيوانات، التي لا يزالون يصطادونها لكن بكمية أقل.
لا يأكلون البشر ولا الماشية
وعلى عكس القبائل المجاورة لها، منها “توركانا”، و”سامبورو”، تمنع قبيلة “المولو”، قتل البشر والماشية لتناولهم، بل تعتمد بدلاً من ذلك على صيد الأسماك التي تعيش في البحيرة وعدد من التماسيح، لا سيما مع العيش في البيئة القاحلة التي تمنع تربية الماشية فيها.
طريقة الصيد البدائية عند قبائل المولو
يحرص أفراد قبيلة “المولو”، على استخدام قوارب صغيرة بدائية الصنع، يتم صنعها من جذوع النخيل، منذ أكثر من 3 آلاف عام، لصيد الكثير من السمك والحيوانات المختلفة من البحيرة.
والجدير بالإشارة أنهم قديمًا كانوا يحتفلون بالصياد الذي يستطيع أن يقتل فرس النهر ليأكلوه، ويتم منحه قلادة وأقراطًا ليرتديها ويعرف بين أفراد القبيلة.
وترجع شهرة “المولو” في الشجاعة إلى أنهم يقتلون التمساح، الحيوان صاحب أعلى نسبة افتراس للبشر في إفريقيا.
مشاكل صحية كثيرة
يعاني افراد تلك القبيلة من الكثير من المشاكل الصحية المختلفة. لأن نسبة البروتين العالية التي تتضمن عليها وجباتهم نتج عنها عدم وجود خضر وفاكهة وكربوهيدرات بشكل متوازن معه. علاوة على ميلهم لشرب المياه المالحة من بحيرة توركانا.
لذا يصاب العديد من الأطفال بتشوهات العظام، وكبار السن لا يستطيعون المشي. كما تسبب قلة الفلوريد في طعامهم في تغيير لون أسنانهم من الأبيض إلى البني.
بالإضافة إلى أن زواج الأقارب تؤدي إلى حدوث خللًا هرمونيًا لأفراد القبيلة. فأصبح متوسط أعمارهم 45 سنة فقط.
والجدير بالذكر أن “المولو” لديهم ثقافتهم الخاصة بهم، وملابسهم التقليدية. ولغتهم التاريخية، ويعتنق معظمهم الديانة المسيحية، إلا أنه مع اكتشاف وجود بئر نفط بالقرب من البحيرة. وزيادة الملوحة بها، أصبح مستقبل أشجع قبيلة في إفريقيا “المولو”، مهددًا وقاتمًا.