تاريخ ومزارات

قصة المعتصم والمؤذن وأمير الترك بقلم هشام البهلوى

لن ينهزم شخص متصالح مع نفسه

صنائع المعروف تقي مصارع السوء.

هل فرح التاجر برد امير الترك لنقوده ؟

هل امير الترك كان يقصد ان يتماطل في حق التاجر؟

تعالي معي عزيزي القارئ لنستمتع سويا ،

والحلقة الخامسة من حلقات قصتنا ،

 

 

قصة المعتصم والمؤذن وأمير الترك:*

 

 

وفي ضحى اليوم التالي إذ كنت جالسا في بيتي جاء رسول الأمير في طلبي وقال يقول الأمير أرجو أن تكلف نفسك عناء الحضور إلى قصري فمضيت ولما دخلت عليه قام في وجهي وأجلسني في مكان أثير وأخذ يشتم وكلاءه ويلعنهم وينحي باللائمة عليهم قائلا إنهم هم الذين قصروا أما أنا فكنت مشغولا بخدمة الملك وقضاء أعماله ثم قال للموكل بالخزانة إلي بكيس ذهب وميزان ووزن مائتي دينار وناولينها فشكرت له ونهضت لأنصرف لكنه قال اجلس قليلا وأحضر الطعام وبعد أن أكلنا وغسلنا أيدينا همس في أذن أحد الخدم شيئا فذهب الخادم وأحضر خلعة في الحال وقال الأمير ألبسه فألبست جبة ثمينة وعمامة مقصبة ثم قال الأمير لي هل رضيت عني بقلب سليم قلت أجل قال أعد إلي سندي واذهب الان إلى الخياط العجوز وقل له لقد استرددت حقي كاملا وانني عن فلان لراض قلت سافعل لأنه هو نفسه طلب إلي أن أخبره غدا ومضيت من قصر الأمير إلى الخياط وقلت له لقد استدعاني الأمير وأكرمني ودفع إلي بقية ذهبي ووصلني بهذه الجبة وهذه العمامة وليس هذا في رأيي إلا من بركة كلامك فماذا يحدث لو قبلت مني مائتي دينار لكنه على الرغم من كثرة ما حاولت لم يقبل ثم نهضت وعدت إلى دكاني فرحا مسرورا

وفي اليوم التالي اعددت حملا وعددا من الدجاج المقلي وذهبت بها إلى الخياط ومعي طبق حلوى وكعك أيضا وقلت يا شيخ إنك لا تقبل ذهبا فأرجو لكي يدخل السرور على قلبي أن تقبل مني هذا القدر من المأكولات تبركا فهو من كسبي الحلال فقال قبلت ومد يده وشرع يأكل من طعامي ويناول أجيريه ثم قلت له ان لي عندك حاجة إن تقضها أقل قال قلت لقد كلم كل أشراف بغداد وأمرائها الأمير في أمري فلم يستمع لأحد ولقد عجز القاضي عنه أيضا فلم استجاب لكلامك ونفذ كل ما قلت حالا ورد ألي ذهبي ما سبب حرمتك هذه عنده قل لي لأعرفه قال أو ما تدري خبري مع أمير المؤمنين قلت لا قال أصغ إلي وهاك ما أقول

قال اعلم أنني أؤذن على مئذنة هذا المسجد منذ ثلاثين سنة وأكسب رزقي من الخياطة لم أشرب الخمرة ولم أرتكب الزنا أو اللواط أو أقترف الأعمال القبيحة قط

 

ومنذ ذلك الوقت وأنا أسكن هنا في حي أحد الأمراء وذات يوم صليت العصر وخرجت من المسجد متجها إلى الدكان فإذا ذلك الأمير سكران ممسك بعباءة إمرأة شابة يدفعها عنوة وهي تصرخ وتقول أيها المسلمون اغيثوني فلست من هذا الصنف من النساء إنني إبنة فلان وزوج فلان وبيتنا في المكان الفلاني والناس كلهم يعرفونني بالستر والصلاح إن هذا التركي يجرني عنوة لقضاء ماربه الدنيئة لقد أقسم زوجي أنه سيطلقني إن تغيبت عن المنزل ليلة لقد كانت تبكي وتستغيث دون أن يهب لنجدتها احد لأن هذا التركي كان عظيما ومهيمنا وكان له عشرة الاف فارس ولم يكن أحد يجرؤ على أن يكلمه حرفا غير أنني صرخت لمدة قصيرة لكن دون جدوى إذ مضى بالمرأة إلى قصره وثارت في نفسي لذلك التعدي والظلم الحمية الدينية وعيل صبري فذهبت وجمعت شيوخ الحي ثم مضينا جميعا إلى قصره فاعترضنا وصرخنا باعلى أصواتنا ألم يبق بغداد مسلم حتى تساق فيها إمراة من الشارع كرها على سمع الخليفة وبصره لارتكاب الفاحشة معها ان تترك المرأة فبها ونعمت وإلا فها نحن أولاء ماضون إلى بلاط المعتصم نشكوك إليه ولما سمع الأمير صراخنا خرج إلينا مع غلمانه فأوجعونا ضربا وكسروا أيدينا وأرجلنا…

 

نقلها لكم

الباحث/هشام البهلولى

اطلالة / درضا عيسى🌹

 

*_“`

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى