تاريخ ومزارات

قلعة بصرى الشام: تحفة تاريخية تجمع بين المسرح والعمارة العسكرية

تتميز قلعة بصرى الشام، المعروفة بالمسرح الروماني، بحالتها السليمة التي تعود إلى تحويلها لقلعة ومقر إقامة للحكام السوريين. تم تعزيز هيكلها الخارجي بنظام دفاعي معماري يضم أحد عشر برجًا حصينًا. كما استخدمت في بنائها مواد أخذت من مباني المنطقة القديمة. أما داخل المسرح، فقد غطي بمباني من ثلاث طبقات أقيمت في التجويف الداخلي. ورغم إزالة هذه المنشآت منذ عام 1956 ضمن مشروع ترميم طويل لإعادة المسرح إلى حالته الأصلية، إلا أن القلعة لا تزال مثالًا بارزًا على العمارة العسكرية الإسلامية.

تاريخ قلعة بصرى الشام:

تم تعزيز برجي السلالم على جانبي المنصة لحماية القلعة من أي هجمات خلال الفترة بين عامي 1076 و1085م. كما جرى إضافة طبقة جديدة مكونة من غرفة واحدة إلى البرج الغربي الذي يعد من أفضل الأبراج تماسكًا.

في الفترة نفسها، تم إغلاق جميع منافذ المسرح المؤدية للخارج، وبعد ستين عامًا، أمر حاكم دمشق ببناء برج إضافي في الزاوية الجنوبية الغربية لتعزيز التحصينات.

وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد فوزي أستاذ التاريخ في جامعة مطروح، أن مع بداية الحكم الأيوبي في دمشق، بدأت المرحلة الثانية من بناء القلعة. كما شيدت ثمانية أبراج مستطيلة الشكل تحيط بالمسرح. وتم إنشاء غرف وممرات وتجهيزات دفاعية بين هذه الأبراج، وكان للملك العادل أبو بكر الأيوبي دور كبير في إنجاز معظم هذه التحصينات خلال فترة حكمه من 1196 إلى 1218م.

كما بلغت مدينة بصرى عصرها الذهبي خلال حكم الصالح إسماعيل حتى عام 1246م. حيث اتخذ الأمير الأيوبي القلعة مقرًا لإقامته، وشهدت نشاطات معمارية واسعة. كما تم بناء جامع فوق منصة المسرح بين عامي 1223 و1224م. إلى جانب خزان مياه مقبى في تجويف المسرح، حيث كانت المياه تنقل إليه عبر أنابيب من بركة الحاج القريبة. ومن هناك، كانت المياه توزع إلى الحمام الفاخر في الجانب الشرقي للمسرح.

تقع قلعة بصرى الشام جنوب دمشق على الطريق المؤدي إلى الأردن. كما تعد معلمًا بارزًا يجمع بين التاريخ الروماني والعمارة الإسلامية، مما يجعلها شاهدًا على عصور من التطور الحضاري والعسكري في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى