فنار بورسعيد القديم: منارة التاريخ على ضفاف قناة السويس
أسماء صبحي – يقف فنار بورسعيد القديم شامخًا منذ أكثر من 150 عامًا، كأحد أبرز المعالم التاريخية والمعمارية في مدينة بورسعيد. ويعد هذا الفنار أول منارة بنيت بالخرسانة المسلحة في العالم. وقد أنشئ عام 1869 بالتزامن مع افتتاح قناة السويس، ليكون دليلًا ملاحيًا للسفن القادمة من البحر المتوسط إلى القناة.
أهمية فنار بورسعيد القديم الاستراتيجية
يقع الفنار في الحي الأول بمدينة بورسعيد، بالقرب من مدخل قناة السويس الشمالي. مما منحه أهمية استراتيجية كبرى في توجيه السفن وتأمين الملاحة البحرية. وقد صمم الفنار بارتفاع يزيد عن 50 مترًا، ليكون مرئيًا من مسافات بعيدة. مما ساعد في تقليل حوادث السفن وتحسين حركة الملاحة.
أشرف على بناء الفنار المهندس الفرنسي الشهير فرنسوا كونييه. الذي استخدم الخرسانة المسلحة لأول مرة في بناء منارة مما جعلها سابقة هندسية في ذلك العصر. كما يتميز الفنار بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الطراز الأوروبي الكلاسيكي والتقنيات الحديثة في البناء. مما جعله نموذجًا يحتذى به في تصميم المنارات اللاحقة.
دور الفنار في التاريخ المصري
لم يقتصر دور الفنار على الإرشاد الملاحي فقط، بل كان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية التي مرت بها بورسعيد. مثل العدوان الثلاثي عام 1956، حيث لعب دورًا في توجيه السفن الحربية والمدنية خلال تلك الفترة الحرجة. كما أصبح الفنار رمزًا لصمود المدينة وأهلها في وجه التحديات.
يعد الفنار وجهة سياحية مميزة للزوار الراغبين في استكشاف التاريخ البحري والمعماري للمدينة. ويمكن للزوار الاستمتاع بجولة داخل الفنار، والتعرف على تاريخه من خلال المعروضات والصور التاريخية. بالإضافة إلى الاستمتاع بإطلالة بانورامية على قناة السويس والبحر المتوسط من أعلى الفنار. كما ينصح بزيارة متحف بورسعيد الحربي القريب، الذي يضم مجموعة من المقتنيات التي توثق تاريخ المدينة العسكري.
وأشار الدكتور محمد عبد الحميد، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة بورسعيد، إلى أن فنار بورسعيد القديم يعد تحفة معمارية فريدة. ليس فقط لكونه أول منارة خرسانية في العالم، بل لأنه يمثل شاهدًا حيًا على تطور المدينة ودورها الحيوي في حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس.
