“تراث سيناء”.. تعرف على تاريخ بحيرة “البردويل” وسبب تسميتها
أميرة جادو
عرفت بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، في العصور القديمة باسم بحيرة “سوربون”، أو “سربونيس”، وفي العصور الوسطى كانت تسمى (سبخة بردويل) تكريما لملك مملكة القدس بردويل “بالدوين الأول” الذي عرف بهذا الاسم في المصادر العربية القديمة.
ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم، أنه عندما قام الملك بالدوين بحملة على مصر عام 511 هـ / 1118 م، هاجم الفرما وأحرقها، وفي طريق العودة مات في هذه السبخة، فخرجت أحشاؤه وألقيت في هذه المنطقة، ثم سميت سبخة بردويل، والتي جاء منها اسم بحيرة البردويل حتى يومنا هذا، وفق ما ذكره الدكتور سامي البياضي خبير الآثار.
تتواجد البحيرة في الوسط بين مصب وادي العريش، ومصب الفرع البيلوزي الطيني، وهو أحد فروع النيل السبعة التي تتدفق في شمال غرب سيناء.
العصور التاريخية
منذ العصور التاريخية، عرفت سيناء بالعديد من الطرق الدفاعية والتجارية للحرب بين مصر وجيرانها، كما ازدهر طريق حورس الحربي الممتد على طول ضفاف بحيرة البردويل، ونجده محفورًا في النقوش سيتي في معبد الكرنك بالأقصر، حيث تم تحصينه بـ 12 قلعة بعضها شيد بفضل الاكتشافات الأثرية التي حدثت في أرض سيناء.
الإغريق والرومان
كان الإغريق والرومان مهتمين أيضًا بالتركيز على الشواطئ الشمالية لسيناء على طول البحر الأبيض المتوسط، وبناء مراكز مدنهم الجديدة، أو إعادة استخدام المراكز المعروفة سابقًا مثل مثل تل الحير “مجدول”، والفرما “بلوزيوم” والمحميات “جارا” وجزيرة وكثيب القلس “تل كاسيوس”، والفلوسيات “اوستراكين”.
العصر البيزنطي
توصلوا إلى المدينة المحصنة وتم اكتشاف المساكن والمقابر وثلاث كنائس بازيليكية، حيث كان يوجد حصن مدينة “الفلوسيات” “إوستراسين”، “إوستراكين” على أطراف بحيرة البردويل الشرقية.
العصور الإسلامية
تم فتح الجزء الشمالي من شبه جزيرة سيناء المتواجد على ضفاف بحيرة البردويل عام 18ه/640م على يد عمرو بن العاص، مرورًا برفح والعريش ثم الطريق المار جنوب بحيرة البردويل، والفرما متخذا طريق الرمل طلبا لتوافر آبار المياه وبعدا عن الساحل لوجود الحاميات الرومانية.
العصر العباسي
وأشار خبير الآثار إلى أنه خلال العصر العباسي، تولى عنبسة بن إسحاق الضبي والي مصر، بناء قلعة فارما على ضفاف بحيرة البردويل عام 239 هـ / 853 م، ويعد ذلك الحصن أقدم أثر عباسي وحصنا حربيا باقيا بمصر من العصر العباسي.
العصر المملوكي
اهتم المماليك بالسواحل الشمالية لشبه جزيرة سيناء، فقاموا في عهد السلطان المملوكي الأشرف برسباي، ببناء برجين في التينة وبالقرب منها.
وفي عهد السلطان قانصوه الغوري تم بناء قلعة في الطينة على أطراف بحيرة البردويل الغربية.