قرية الحبلة: تحفة معمارية على حافة الجبال في عسير

أسماء صبحي – تشتهر منطقة عسير بتضاريسها الفريدة وطبيعتها الجبلية الساحرة،ومن بين أبرز معالمها التاريخية قرية الحبلة، التي تعد واحدة من أكثر القرى التراثية إثارة للإعجاب في المملكة العربية السعودية. وتقع القرية على بعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب مدينة أبها، وتتميز بموقعها المعلق على حافة جرف صخري شاهق مما منحها اسمها الشهير “الحبلة”. حيث كان سكانها الأصليون يعتمدون على الحبال في التنقل من وإلى القرية.
تاريخ قرية الحبلة
يرجع تاريخ القرية إلى مئات السنين، حيث كانت موطنًا لقبائل “رجال الحجر” الذين سكنوا المنطقة منذ القدم. وبسبب موقعها المنعزل، لم يكن الوصول إليها ممكنًا إلا باستخدام الحبال، مما جعلها حصنًا طبيعيًا منيعًا ضد الغزاة.
وفي سبعينيات القرن العشرين، قررت الحكومة السعودية نقل سكان القرية إلى مناطق أكثر ملاءمة للعيش. خاصةً بعد بناء طرق حديثة في المنطقة، وتحولت القرية إلى وجهة سياحية بارزة.
وتتميز مباني القرية بتصميمها التقليدي المبني من الحجر والطين، حيث تتناغم المنازل مع البيئة الجبلية المحيطة. والمباني متراصة بجانب بعضها البعض، ما يعكس طبيعة الحياة الاجتماعية المتماسكة التي كانت سائدة بين سكان القرية.
السياحة في القرية
اليوم، أصبحت قرية الحبلة وجهة سياحية رئيسية في عسير، حيث تم تطويرها كموقع جذب سياحي يضم:
- التلفريك: وسيلة النقل الحديثة التي تتيح للزوار الوصول إلى القرية بسهولة والاستمتاع بالمناظر الخلابة من الأعلى.
- المطاعم والمقاهي الجبلية: التي تقدم تجربة طعام فريدة وسط الطبيعة.
- الأنشطة الترفيهية: مثل التخييم، ورياضة تسلق الجبال، والمشي لمسافات طويلة بين المنحدرات الصخرية.
ويقول الدكتور عبدالله الشهري، أستاذ الجغرافيا في جامعة الملك خالد، إن قرية الحبلة ليست مجرد موقع سياحي. بل هي نموذج رائع للهندسة الطبيعية والتكيف البشري مع البيئة الجبلية الصعبة. كما إن الحفاظ عليها كوجهة تراثية وسياحية يعزز من فهمنا للأنماط السكنية القديمة في المملكة.