قلعة قايتباي في رشيد: حارسة التاريخ وشاهدة على صمود المصريين

أسماء صبحي – على الضفاف الغربية لفرع النيل قرب مصبه في البحر المتوسط، تنتصب قلعة قايتباي في رشيد. إحدى القلاع التاريخية التي لعبت دورًا هامًا في حماية مصر من الغزوات البحرية. تحمل القلعة عبق التاريخ العسكري العثماني والمملوكي. كما ارتبط اسمها بعدة أحداث مفصلية، أبرزها مقاومة الحملة الفرنسية على مصر.
موقع قلعة قايتباي في رشيد
بنيت القلعة في موقع استراتيجي حساس للغاية، حيث تتحكم بالملاحة النيلية والبحرية معًا. كما تقف كخط دفاع متقدم عن دلتا النيل الشمالية.
موقعها ساعد القوات المصرية في التصدي للغزوات، خاصة أثناء مقاومة أهالي رشيد للجنود الفرنسيين عام 1807. فيما عرف بـ”حملة فريزر”، والتي انتهت بانتصار ساحق للمصريين.
أنشئت القلعة في العصر المملوكي خلال حكم السلطان الأشرف قايتباي (القرن 15 الميلادي). ضمن سلسلة قلاع أقامها لحماية السواحل المصرية من التهديدات الأجنبية، خاصة البرتغالية والعثمانية.
وقد تعرضت القلعة لاحقًا لبعض التعديلات والتجديدات في العهد العثماني. ثم رممت في العصر الحديث حفاظًا على طابعها الأثري.
العمارة والتصميم
تتميز القلعة بتصميم هندسي دفاعي محكم:
- جدران ضخمة مشيدة من الحجر الرملي.
- أبراج نصف دائرية للمراقبة والدفاع.
- فتحات لإطلاق السهام والرصاص.
- ساحات داخلية استخدمت لتدريب الجنود وتخزين المؤن والأسلحة.
ويوضح الدكتور محمد عبد الحميد حسن، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة دمنهور، ان قلعة قايتباي في رشيد تعد نموذجًا متكاملًا لفن العمارة العسكرية الإسلامية. وهي شاهد على عبقرية التخطيط الدفاعي الذي راعى الهجوم البحري والنهرى معًا. كما يؤكد اكتشاف حجر رشيد الشهير بالقرب من القلعة الدور الحضاري والتاريخي الذي لعبته المنطقة.
في عام 1799، اكتشف الجنود الفرنسيون حجر رشيد بالقرب من القلعة أثناء قيامهم بتقويتها استعدادًا للهجوم البريطاني. وكان هذا الحجر المفتاح لفك رموز اللغة الهيروغليفية وفهم الحضارة المصرية القديمة.
ويمكن للزائرين اليوم استكشاف ممرات القلعة وأبراجها، والاستمتاع بمشاهد بانورامية رائعة لمصب النيل والبحر المتوسط. كما تحتضن القلعة لوحات إرشادية تسرد تاريخها ومجسمًا توضيحيًا لحجر رشيد.