ذكرى 25 أبريل.. سيناء رمزًا للإنجاز والتنمية المستدامة

أسماء صبحي – في ذكرى 25 أبريل، تشهد سيناء نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخها. حيث تخوض الدولة المصرية ملحمة جديدة من البناء والتطوير، توازي في عظمتها معركة التحرير. بهدف إعادة إعمار أرض الفيروز وتحويلها إلى نموذج تنموي متكامل يجمع بين الأصالة والحداثة.
لم تعد التنمية في سيناء مجرد شعارات أو مشاريع للبنية التحتية فحسب. بل أصبحت رؤية متكاملة تهدف إلى بناء مجتمع حيوي نابض بالحياة. يحفظ خصوصية الهوية البدوية ويمنح أهل سيناء مقومات العيش الكريم والمشاركة الكاملة في مسيرة الوطن.
مدن جديدة بعد 25 أبريل
أحد أبرز معالم هذه الطفرة هو إنشاء وتطوير سبع مدن جديدة في سيناء. تمثل أساسًا حضاريًا وبشريًا جديدًا، يستهدف استيعاب أكثر من 5 ملايين نسمة. وقد تم حتى الآن تنفيذ أكثر من 11 ألف وحدة سكنية. إلى جانب بناء 5 آلاف وحدة ضمن خطط تطوير المناطق العشوائية.
كما شملت الجهود أيضًا تطوير القرى البدوية وقرى الصيادين، حيث تم تنفيذ أكثر من 5200 منزل بدوي بتمويل بلغ نحو 6.9 مليار جنيه. مما يعكس التزام الدولة بتوفير سكن لائق لكل مواطن سيناوي دون المساس بثقافته أو طبيعته المجتمعية.
وفي مجال البنية التحتية، حققت سيناء إنجازات كبيرة، خاصة في قطاعي المياه والصرف الصحي. فقد وصلت نسبة تغطية مياه الشرب إلى 96.5%، بعد أن كانت بعيدة عن ذلك قبل أعوام قليلة. أما الصرف الصحي، فقد قفزت نسبة التغطية من 17.3% فقط في عام 2014 إلى 78% متوقعة في عام 2025. وهو ما يعد تحولًا جذريًا في نوعية الحياة والخدمات المقدمة للأهالي.
كما تم إنشاء عدة محطات مياه بطاقة إنتاجية ضخمة وصلت إلى مليون متر مكعب يوميًا. بالإضافة إلى محطات صرف صحي بطاقة 793 ألف متر مكعب يوميًا. من بينها محطة بحر البقر التي تعد من الأكبر عالميًا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 5.6 مليون متر مكعب يوميًا. ما يسهم في دعم الاستصلاح الزراعي وضمان الاستدامة البيئية.
الربط الإقليمي والدولي
لم تقف مشروعات التنمية عند حدود الداخل، بل امتدت لتشمل تعزيز الربط الإقليمي والدولي، من خلال تطوير شبكات النقل والموانئ والمطارات. فقد تم تحديث قناة السويس وإنشاء القناة الجديدة، ما أدى إلى تقليص زمن عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة فقط. وزيادة الطاقة الاستيعابية من 77 إلى 97 سفينة يوميًا.
كما يجري تطوير ستة مطارات في المنطقة، من بينها مطار البردويل الدولي الذي يُعد أحد المشروعات الإستراتيجية لدعم حركة النقل والسياحة. فضلًا عن تطوير ثمانية موانئ بحرية وإنشاء ثلاث موانئ برية جديدة، بما يضع سيناء في قلب منظومة التجارة العالمية.
هذه المشروعات العملاقة ليست مجرد أرقام، بل هي شواهد حية على إرادة دولة اختارت أن تنتقل بسيناء من صفحة الصراع إلى فضاء التنمية. وقد أصبحت سيناء اليوم رمزًا للإنجاز الوطني ورؤية الدولة للمستقبل. حيث تتجلى معاني البناء الحقيقي والعدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي.
وبهذا النهج الطموح، تواصل مصر بناء مستقبل سيناء، ليس فقط كأرض محررة، بل كجزء حي من جسد الوطن. تنبض بالحياة وتزدهر بالمشروعات وتستعد لتكون منصة انطلاق للأجيال القادمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأملًا.