قصر هشام: جوهرة العمارة الأموية في أريحا

أسماء صبحي – يعتبر قصر هشام من أبرز المعالم التاريخية والأثرية في الضفة الغربية، حيث يجسد روعة العمارة الإسلامية في العصر الأموي. ويقع هذا القصر في مدينة أريحا الفلسطينية، ويعد شاهدًا حيًا على تاريخ المنطقة الغني وتطورها الحضاري.
أهمية قصر هشام
يقع القصر على بعد حوالي 3 كيلومترات شمال مركز مدينة أريحا، في منطقة تتميز بجمالها الطبيعي ووفرة مواردها المائية. وبني القصر في الفترة بين عامي 724 و743 ميلادي، وينسب إلى الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك أو ابن أخيه الوليد بن يزيد. كما يعتقد أنه كان يستخدم كمنتجع شتوي للخلفاء الأمويين.
ويتألف القصر من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- القصر الرئيسي: يضم مجموعة من الغرف والقاعات المزينة بزخارف جصية ونقوش هندسية ونباتية تعكس الفن الإسلامي في تلك الحقبة.
- الحمام الملكي: يعتبر من أبرز معالم القصر، ويحتوي على أرضيات فسيفسائية رائعة. من بينها لوحة “شجرة الحياة” الشهيرة التي تعد من أجمل اللوحات الفسيفسائية في العالم
- المسجد: يقع ضمن مجمع القصر، ويعكس أهمية الدين في الحياة اليومية للخلفاء الأمويين.
الزخارف والفسيفساء
تظهر الزخارف الجصية والفسيفسائية في القصر تأثيرات فنية متنوعة، بما في ذلك التأثيرات البيزنطية والفارسية. مما يدل على التفاعل الثقافي في تلك الفترة. تتميز الفسيفساء بدقتها وتنوع ألوانها. كما تصور مشاهد طبيعية وهندسية تعكس الحياة والبيئة في ذلك العصر.
تم اكتشاف القصر في أوائل القرن العشرين، وخضع لعدة مراحل من الحفريات والترميم. وفي عام 2021، اكتملت أعمال ترميم وحماية أرضية الفسيفساء في الحمام الملكي، بتمويل ياباني. مما ساهم في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الفريد.
ويعد القصر مقصدًا هامًا للسياح والباحثين في مجال التاريخ والآثار. حيث يوفر نظرة فريدة على العمارة الإسلامية المبكرة والفنون الزخرفية. كما ينصح الزوار باستكشاف الموقع للاستمتاع بجمال تفاصيله المعمارية والتعرف على تاريخ المنطقة.
ويعتبر قصر هشام في أريحا تحفة معمارية تعكس ازدهار الحضارة الإسلامية في العصر الأموي. كما يبرز القصر التقدم الفني والهندسي لتلك الفترة، ويستمر في جذب اهتمام الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم.