تاريخ ومزارات

المسجد الكبير في الكويت.. تحفة معمارية تجمع بين الماضي والحاضر

أميرة جادو

يعتبر المسجد الكبير أحد أبرز المعالم في الكويت المطلة على الخليج العربي، حيث يجمع بين الأصالة الإسلامية والطابع المعماري الحديث، فرغم افتتاحه في عام 1987، إلا أن تصميمه استلهم كثيرًا من العمارة الأندلسية والإسلامية التقليدية، مما جعله معلمًا مميزًا في البلاد.

مساحة المسجد الكبير في الكويت

يمتد المسجد على مساحة 45 ألف متر مربع، ويستوعب في مصلاه الرئيسي نحو 10 آلاف مصلى، بينما يضم أيضًا مصلى يومي أصغر متصل به، ومصلى علوي مخصص للنساء، أما باحاته الخارجية فتزينها النخيل والنوافير المائية، ما يضفي عليه طابعًا جماليًا فريدًا.

تتجلى روعة الدمج بين الماضي والحاضر في المئذنة الشامخة للمسجد، والتي بنيت بتصميم مضلع مستوحى من الطراز التقليدي، لكنها مزودة بمصعد كهربائي، بديلًا عن الدرج المستخدم في المآذن القديمة.

تصميم بلمسات عالمية

بدأ بناء المسجد عام 1979 في شمال شرق العاصمة الكويت، وفق تصميم المعماري العراقي الراحل محمد صالح مكية، الذي عرف بإبداعه في تصميم العديد من المساجد والمباني الإسلامية الشهيرة حول العالم.

استخدمت في تشييد المسجد أفخم المواد العالمية، حيث صنع هيكله من الخرسانة المسلحة، بينما زينت جدرانه الداخلية والخارجية بالرخام، السيراميك، والحجر الطبيعي، مع نقوش هندسية تعكس الطابع الإسلامي الأصيل، كما استقدمت النجف الضخم والأخشاب والأحجار من دول مثل إيطاليا، اليونان، ألمانيا، سوريا، الهند، وإيران.

يلحق بالمسجد عدة مرافق، أبرزها مكتبة إسلامية ضخمة، إضافة إلى قاعة مخصصة للمحاضرات والندوات الثقافية، ما يعزز مكانته كمركز ديني وتعليمي مهم.

قبلة الأنظار في رمضان

يزداد الإقبال على المسجد خلال شهر رمضان، حيث يحتضن صلاة التراويح التي يتجاوز عدد المصلين فيها الطاقة الاستيعابية للمسجد، مما يدفع الكثيرين لافتراش الساحات المحيطة، كما ينقل تلفزيون الكويت الرسمي هذه الصلوات مباشرة، فيما يتولى إمامة المصلين قرّاء مشهورون، مثل الشيخ مشاري راشد العفاسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى