تاريخ ومزارات

قلعة أجياد: الحصن العثماني المفقود في مكة المكرمة

أسماء صبحي 

تعد مكة المكرمة من أبرز المدن الإسلامية ذات الطابع التاريخي العريق، حيث تضم العديد من المعالم التي تعكس تطور الحضارات المتعاقبة فيها، ومن بين هذه المعالم قلعة أجياد، التي كانت حصنًا دفاعيًا مهمًا في العهد العثماني. قبل أن يتم هدمها في مطلع القرن الحادي والعشرين لإفساح المجال أمام المشاريع العمرانية الحديثة. ورغم ذلك، لا تزال القلعة تحظى باهتمام الباحثين والمؤرخين الذين يدرسون دورها في حماية المدينة المقدسة.

تاريخ بناء قلعة أجياد

شيدت القلعة في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول عام 1780 ميلادي. وكانت الغاية من بنائها حماية مكة المكرمة من أي غزو محتمل وتأمين الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. كما اختير موقع القلعة بعناية على قمة جبل أجياد، حيث كانت تتمتع بإطلالة واسعة تتيح مراقبة المدينة من جميع الاتجاهات.

وتميزت القلعة بتصميم معماري عثماني فريد، حيث تضمنت:

  • أسوارًا عالية مصممة لمقاومة الهجمات
  • أبراج مراقبة منتشرة في الزوايا الاستراتيجية
  • مساكن للجنود ومستودعات للأسلحة
  • بوابات حصينة لمقاومة أي محاولات اقتحام

كما كان التصميم يراعي البيئة الجبلية القاسية لمكة. حيث تم بناء القلعة من الصخور المحلية لتوفير المتانة والاندماج مع طبيعة المكان.

أهمية القلعة العسكرية

لعبت قلعة أجياد دورًا حيويًا في حماية مكة المكرمة خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر. إذ كانت مقرًا للحاميات العسكرية العثمانية، ومركزًا لمراقبة الطرق المؤدية إلى المدينة. كما كانت تعد إحدى أهم التحصينات الدفاعية في الجزيرة العربية، حيث ساهمت في ردع أي هجمات محتملة ضد مكة.

وفي عام 2002، تم هدم القلعة بالكامل لإفساح المجال أمام مشروع “أبراج وقف الملك عبد العزيز” المطلة على الحرم المكي. ما أثار جدلاً واسعًا بين المؤرخين والمهتمين بالتراث. واعتبر البعض أن إزالة القلعة خسارة كبيرة للتراث العثماني في مكة. بينما رأى آخرون أن التطوير العمراني في المنطقة كان ضرورة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين.

وقال الدكتور محمد السعيد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى، إن قلعة أجياد كانت شاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ مكة المكرمة. وإزالتها مثلت خسارة للتراث المعماري والتاريخي للمدينة. حيث كانت واحدة من أبرز المعالم الدفاعية في الجزيرة العربية.

ورغم اختفاء ااقلعة من المشهد العمراني لمكة المكرمة، إلا أن ذكراها ما زالت حاضرة في كتب التاريخ وأذهان المؤرخين. كما كانت رمزًا للحماية والأمان في المدينة المقدسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى