عمرو بن لحي الرجل الذي غير عقيدة العرب

يعد عمرو بن لحي من أبرز الشخصيات في تاريخ العرب قبل الإسلام، فقد كان سيد مكة ومن أشراف قبيلة خزاعة، وهو الرجل الذي أدخل عبادة الأصنام إلى أرض العرب، مغيرًا بذلك دين إبراهيم الحنيف القائم على التوحيد، وقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب.
من هو عمرو بن لحي
بدأت القصة عندما سافر عمرو بن لحي إلى بلاد الشام، وهناك رأى أهلها يعبدون الأصنام رغم أن الشام كانت مهد الرسالات السماوية، فسألهم عن شأنها، فأخبروه أنها تجلب لهم المطر وتنصرهم عند الحاجة، فطلب منهم أن يعطوه صنمًا ليحمله إلى أرض العرب، فكان أن أخذ صنمًا وعاد به، كما حصل لاحقًا على صنم هبل الذي خصص لبني كنانة وقريش، ويقال إن جنيًا كان يرشده، فأخبره عن وجود أصنام قوم نوح مدفونة في جدة، وهي ود، سواع، يغوث، يعوق، ونسر، فذهب إليها واستخرجها ثم نقلها إلى تهامة، وعند موسم الحج وزعها على القبائل التي أخذتها معها إلى ديارها.
بهذا انتشرت عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العربية، وصار لكل قبيلة صنم خاص بها، وبقيت هذه العبادات قائمة حتى جاء الإسلام ليعيد التوحيد ويطهر البيت الحرام من الأوثان، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرايا لهدمها، حيث كلف خالد بن الوليد بهدم بيت العزى، أعظم طواغيت قريش في نخلة، وسعد بن زيد لهدم مناة على ساحل البحر الأحمر، وعمرو بن العاص بهدم سواع التي كانت تعبدها هذيل، فتم القضاء على الأصنام وعادت الجزيرة العربية إلى عبادة الله وحده.