
محمود الشوربجي – أبوظبي مدينة النهضة، هي العاصمة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تقع المدينة على جزيرة محاطة بالخليج العربي، وتمتد إلى اليابسة والجزر المحيطة.
ويتواجد فيها مقر رئاسة الدولة ورئاسة مجلس الوزراء والسفارات المعتمدة لدى دولة الإمارات. كما أنها مقر لحاكم أبو ظبي ولولي عهده ورئيس المجلس التنفيذي.
مع أن الإمارة غنية بالنفط، تحاول أبو ظبي حاليا أن تنوع اقتصادها باستثمارات في كل من المجال الاقتصادي والمجال السياحي، وتضم الإمارات عموما ومدينة أبوظبي خصوصًا أعلى نسبة أثرياء في العالم حيث زاد عددهم عن 75 ألف مليونير أي بنسبة نسبة 8.8% وتزداد الثروة بمقادر 16% سنويا.
وبحسب سي إن إن ومقياس فورتشن فهي أغنى مدينة في العالم. اعتبرت أبو ظبي حسب تقرير إبسوس 2013 المدينة الرابعة المفضلة في العالم للعيش والزيارة، كما اعتبرت المدينة الأكثر أمانًا في الشرق الأوسط
سكان أبوظبي
كان سكان أبوظبي القدامى يعيشون في منطقتي العين وليوا وأراضي الظفرة ويعتمدون في حياتهم على رعي الإبل وجني ثمار التمور وصيد الأسماك واللؤلؤ، ويرتحلون بمواشيهم دائمًا إلى حيث يتوافر الماء والكلأ.
وفي مطلع الثلاثينات كان الوصول إلى مدينة أبو ظبي يتم عن طريق غير مباشر، عبر الصحراء شرقا من العين والغرب الجنوبي من ليوا (المارية)، وكانت المياه الضحلة قبالة سواحل المدينة تحول دون اقتراب السفن من الشاطئ.
أما اليابسة فكان التنقل فيها يتم على ظهور الجمال وأحيانا بالسيارات، ولذلك كانت إمدادات الغذاء والماء تمثل مشكلة بالنسبة للسكان لعدم توافرها، وكانت تصل من رأس الخيمة.
اللؤلؤ الطبيعي والصناعي
في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، أصبحت معظم أبنية أبو ظبي في حالة متهالكة، كنتيجة لانتهاء العصر الذهبي للتجارة. في العشرينات والثلاثينات، في أعقاب انهيار صناعة اللؤلؤ الطبيعي بعد ظهور لؤلؤ صناعي والتي كانت تعتبر المصدر الرئيسى لدخل السكان في أبوظبي.
كما كانت أسواق المدينة صغيرة، من أبرز ما كان يتم تداوله في السوق، السلع الغذائية الرئيسية، فضلاً عن سلع أخرى مستوردة. بينما ساهم السوق في تزويد السكان المحليين بمواد مثل الخضار والفواكة والفحم والمواشي. والتي كانت تنقل على ظهور الجمال من المناطق الداخلية.
وكانت ميزة نقل البضائع عن طريق البحر مقتصرة على فئة قليلة من السكان المقيمين في بعض المناطق الرئيسية. وفي مواسم معينة مستفيدين من مرور بعض المراكب العاملة في مجال صيد اللؤلؤ، وكان الرطب ينتج محليا. مع وجود بعض أشجار النخيل المتناثرة هنا وهناك، لكنه لم يكن من النوعية الممتازة، ولم يكن ينضج مبكرا مثل تمر المناطق الأكثر حرارة في الجنوب.
أبوظبي مدينة النهضة
كان لكل بلدة صغيرة أو قرية على امتداد الساحل المتصالح (كما كانت تعرف حتى أواخر الستينات) سوقها الخاص. وكذلك الأمر بالنسبة للتجمعات السكانية الداخلية. وكانت تلك الأسواق تتباين من حيث الحجم، إلا أن كلا منها يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للسكان الذين يستفيدون منه في سباق صراع البقاء الذي كانوا يخوضونه في تلك البيئة الصعبة.
وكانت الدكاكين مظللة بسعف النخيل تعمل على توفير بعض الظل للمتسوقين. وفي بعض الأحيان كان بعض التجار يقيمون أبراجا هوائية من أعمدة يحصلون عليها من جذوع أشجار القرم. وتتم تغطيتها بأكياس الخيش.
كما كانت توجد في السوق مصاطب صغيرة يضع عليها الباعة بضائعهم. ومن ناحية أخرى كانت حمولات السمك القادمة من البحر توضع خارج السوق.
وكذلك الأمر بالنسبة للبضائع كبيرة الحجم مثل الأخشاب التي تستخدم لبناء السفن، وكانت أسعار البضائع تتباين حسب مكان عرضها.
بينما كانت الروبية الهندية هي العملة السائدة، وتعد دبي مركز جذب لكل من تساعده رحلاته من البدو على الوصول إليها. وكان العمال ينتمون إلى أكثر من جنسية فمنهم العرب والإيرانيين والبلوش والأفارقة والباكستانيين والهنود.
وفي السادس من أغسطس من عام 1966 م.. تسلم مقاليد الحكم في إمارة أبو ظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إذ شكل هذا التاريخ البداية الحقيقية للنهضة. والتي توجت بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971 م.