خليل أغا الرجل المقرب من الخديوي وصانع الأجيال

في عهد الخديوي إسماعيل كان خليل أفندي أغا من الشخصيات البارزة في البلاط الملكي حيث تولى منصب كبير أغوات الوالدة باشا هوشيار قادين زوجة إبراهيم باشا ابن محمد علي وتمتع بمكانة قريبة منها كما كُلف بمهمة تربية ابنها إسماعيل الذي أصبح لاحقاً خديوي مصر
الزي الرسمي والمناصب المرموقة
حرص الخديوي إسماعيل على تحديد زي رسمي لخليل أغا كان يتألف من بدلة اسطنبولية سوداء ذات أزرار مغلقة مع قميص أبيض وطربوش أحمر قصير وحذاء من جلد الفرنيه الأسود وبعد أن تولى إسماعيل الحكم عام 1863 أوكل إليه منصب البشكرجي وهو المشرف على الشؤون الخاصة للخديوي ليكون بذلك أول من يشغل هذا المنصب المستحدث في البلاط المصري
دوره في البلاط الملكي
اضطلع خليل أغا بمهام عديدة داخل القصر الخديوي شملت الإشراف على السرايات وتنظيم المناسبات الملكية الكبرى مثل حفلات زفاف أبناء الخديوي ومنهم الأمراء محمد توفيق وحسين كامل وحسن باشا كما كان له دور بارز في عام 1869 حين عهدت إليه هوشيار هانم بالإشراف على بناء مسجد الرفاعي حيث تولى متابعة العمال ومواد البناء لضمان سير العمل وفق التخطيط المرسوم وكان وجوده في الدوائر الحكومية لافتاً إذ ارتبط بعلاقات قوية مع العائلة الخديوية
في ديسمبر 1869 قرر خليل أغا ترك بصمة في مجال التعليم فأنشأ مدرسة بجوار المسجد الحسيني في حي الجمالية لتكون ملاذاً لتعليم الأيتام والفقراء تضمنت المناهج تدريس القرآن الكريم والفقه الإسلامي والنحو والخط العربي واللغة التركية إلى جانب تقديم دعم مادي للطلاب واستمرت المدرسة في التطور حتى توسعت لتشمل التعليم الابتدائي والثانوي وفي عام 1928 انتقلت إلى مبنى جديد في العباسية وقدمت لمصر نخبة من الخريجين الذين أصبحوا شخصيات بارزة في القرن العشرين
امتلك خليل أغا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في محافظتي الغربية وكفر الشيخ إلى جانب عقارات متعددة في القاهرة كما خصص أوقافاً لدعم مدرسته وتمويل مشاريع خيرية أخرى مما ساهم في استمرار إرثه التعليمي والخيري لعقود طويلة
شكل خليل أفندي أغا جزءاً مهماً من منظومة الحكم في عهد الخديوي إسماعيل حيث جمع بين دوره في البلاط الملكي وإشرافه على مشاريع حيوية في مجالات التعليم والبناء فكان مثالاً لرجل الدولة الذي أسهم في تطوير المجتمع داخل الإطار الخديوي