سهير القلماوي: رائدة الأدب والبحث العلمي في مصر

أسماء صبحي – ولدت سهير القلماوي عام 1911 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية. ونشأت في بيئة ثقافية مشجعة، حيث كان والدها طبيبًا يؤمن بأهمية تعليم الفتيات. كما التحقت بجامعة القاهرة، وكانت أول فتاة تدرس في قسم اللغة العربية تحت إشراف الدكتور طه حسين. مما جعلها الرائدة بين زميلاتها في مجال الدراسة الجامعية في ذلك الوقت.
مسيرة سهير القلماوي الأكاديمية والعملية
بعد تخرجها، حصلت سهير على درجة الماجستير عن دراستها حول “أدب الخوارج في العصر الأموي”. لتكون بذلك أول امرأة مصرية تنال هذه الدرجة في الأدب العربي. وعملت مساعدة للدكتور طه حسين، مما أتاح لها فرصة التعمق في البحث العلمي والأدبي. كما شغلت منصب رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، وكانت أول امرأة تتولى هذا المنصب.
أسهمت سهير في إثراء المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والترجمات. ومن أبرز أعمالها:
- “أحاديث جدتي”: مجموعة قصصية تعكس التراث الشعبي المصري.
- “المصباح السحري”: ترجمة لأحد أعمال الكاتب الدنماركي هانز كريستيان أندرسن.
- “دراسات في الأدب العربي”: مجموعة من البحوث والمقالات التي تناولت فيها قضايا الأدب والنقد.
الريادة في مجال النشر والمعارض
تولت سهير رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكانت لها دور بارز في تنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب. مما ساهم في تعزيز الحركة الثقافية في مصر والعالم العربي. كما كانت عضوًا في مجلس الشعب المصري، حيث دافعت عن قضايا الثقافة وحقوق المرأة.
ونالت سهير العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها الأدبية والثقافية، منها:
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
- وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وتوفيت سهير عام 1997، لكنها تركت إرثًا ثقافيًا غنيًا يستمر في إلهام الأجيال الجديدة من الباحثين والأدباء. وقال الدكتور أحمد درويش، أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، إن سهير القلماوي كانت نموذجًا للمرأة المصرية المثقفة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة. كما أسهمت في تشكيل الوعي الثقافي في مصر.