رمضان في المغرب.. من تنظيف المساجد إلى تحضير الشباكية وسلو

أميرة جادو
يستعد المغاربة لاستقبال شهر رمضان المبارك منذ شهري رجب وشعبان، على المستويات الاجتماعية والروحانية والاقتصادية، وتتسم التحضيرات لاستقبال هذا الشهر الفضيل بست عادات رئيسية، تشمل، تجهيز الملابس التقليدية الزاهية، تنظيف المساجد لتكون في أبهى صورة، وتحضير الأكلات الرمضانية المميزة، وعلى رأسها “سلو” و”الشباكية”، كما تنشط الجمعيات الخيرية للإعداد لمبادرات البر والإحسان، ويحرص التجار على تقديم عروض وتخفيضات تشجع المواطنين على الإقبال على الأسواق، مما يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية.
عادات رمضان في المغرب
وبين كل هذه الاستعدادات، يقع العبء الأكبر على عاتق النساء، حيث تضاعف جهودهن في هذه الفترة لتحضير كل ما يلزم لاستقبال الشهر المبارك، وفيما يلي أبرز العادات الرمضانية في المغرب:
1- المساجد في أبهى حلة
يبادر المغاربة قبيل شهر رمضان إلى تنظيف المساجد وتجهيزها، حرصًا على استقبال الشهر الفضيل بأبهى صورة، فتتم عمليات التزيين، وإعادة دهن الجدران أحيانًا، كما يقدم البعض على شراء زرابي جديدة لتجديد الفرش.
ويولي المشرفون على المساجد أهمية كبرى للتعاقد مع أئمة من مناطق مختلفة، لضمان تلاوة عذبة للقرآن، مع توفير مسكن ومأكل لهم طوال الشهر، إلى جانب مساهمات المصلين للإمام خلال هذه الفترة.
كما تشمل الاستعدادات تجديد كل المرافق المرتبطة بالمساجد، من الإنارة إلى أنظمة الصوت، فضلًا عن مرافق الوضوء وما إلى ذلك.
2- أكلات رمضان
تشرع الأسر المغربية قبل حلول رمضان في إعداد مجموعة من الأكلات والحلويات التقليدية التي لا تغيب عن المائدة الرمضانية، أبرزها “الشباكية” أو “الغريوش”، وهي حلوى مغطاة بالعسل، و”سلو”، وهو مزيج من الطحين واللوز والفول السوداني.
وفي واجهات المتاجر، تعرض أصناف متنوعة من الحلويات والمملحات التي تلقى إقبالًا خاصًا خلال هذا الشهر. بل وتُفتح محلات موسمية مخصصة لبيع هذه المنتجات، حيث تختلف طرق إعدادها من منطقة إلى أخرى داخل المغرب.
3- ملابس تقليدية
لا تغيب الملابس التقليدية عن استعدادات المغاربة لرمضان، حيث يحرص الكثيرون على اقتناء أزياء تقليدية، أو شراء الأقمشة واختيار التصاميم بالتنسيق مع الخياط، سواء بالنسبة للرجال أو النساء، إذ ينظر إلى المساجد باعتبارها مرتبطة بهذا اللباس التقليدي، ويزداد الإقبال عليه مع اقتراب رمضان.
وتتنوع هذه الملابس بين الجلابيب والأقمصة و”البلغة” (النعال) و”الفوقية”، حيث يحرص غالبية المواطنين على ارتدائها خلال شعبان، خاصة في منتصفه، حيث يكثر صيام الأيام فيه.
4- حركية تجارية
لا تقتصر أهمية رمضان لدى المغاربة على البعد الديني فقط، بل يمثل أيضًا مناسبة تشهد انتعاشًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا، فخلال هذه الفترة، تحقق العديد من الشركات، لا سيما المنتجة للمواد الغذائية، أعلى معدلات مبيعاتها، كما تظهر مهن موسمية جديدة مرتبطة بمتطلبات الشهر الفضيل.
5- مبادرات خيرية
لا تقتصر مظاهر الاستعداد لرمضان في المغرب على الجوانب التعبدية فقط، بل تمتد إلى الجانب الاجتماعي، حيث تطلق العديد من المبادرات الخيرية من طرف هيئات رسمية وجمعيات مدنية، تتنوع بين إعداد موائد الرحمن، وتقديم المساعدات للأسر المحتاجة، إلى جانب أشكال أخرى من البر والإحسان.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من جهود هذه الجمعيات، بهدف الترويج لأنشطتها، واستقطاب مزيد من المتبرعين والمتطوعين، خاصة وأن الحملات الخيرية تتطلب مشاركة واسعة، لا سيما في عمليات توزيع “قفة رمضان”.
6- تنظيف البيوت
إلى جانب التحضيرات السابقة، تضطلع النساء بدور رئيسي في تنظيف البيوت وتزيينها استعدادًا لاستقبال رمضان، مما يضاعف من أعبائهن وجهودهن خلال هذه الفترة.
كما تحرص العديد منهن على اقتناء مستلزمات الشهر المبارك بأنفسهن، سواء كانت أواني خاصة أو مكونات لصناعة الحلويات، حرصًا على أن يكون كل شيء جاهزًا مع حلول أول أيام رمضان.



