عائلة الجامعي: تاريخ حافل بالسياسة والاقتصاد في المغرب

أسماء صبحي تعتبر عائلة الجامعي من الأسر العريقة في المغرب، وتحديدًا في مدينة فاس. ويعود نسبها إلى قبيلة أولاد جامع، التي استوطنت الجهة الشمالية الشرقية للمدينة منذ عهد الدولة السعدية. وبرزت هذه العائلة في المشهد السياسي والاقتصادي للمغرب خلال القرن التاسع عشر، حيث تولى أفرادها مناصب رفيعة في الدولة.
تاريخ عائلة الجامعي
لعبت العائلة دورًا محوريًا في السياسة المغربية خلال عهد السلطان الحسن الأول. وتولى المعطي الجامعي منصب الصدر الأعظم، بينما شغل شقيقه محمد الصغير الجامعي منصب العلاف الكبير (وزير الحرب). كما تمكنت العائلة من تعزيز نفوذها بفضل المصاهرة مع الأسرة الملكية، حيث كانت شقيقتهم، للا الطام، زوجة للسلطان محمد بن عبد الرحمن وأمًا للسلطان الحسن الأول.
بعد وفاة السلطان الحسن الأول، شهدت العائلة تراجعًا في نفوذها السياسي. وفي عهد السلطان عبد العزيز، وبفعل الصراعات الداخلية في البلاط، تعرضت العائلة لنكبة كبيرة. وتم اعتقال المعطي الجامعي وشقيقه محمد الصغير بأمر من الحاجب با حماد، ونفيا إلى تطوان حيث توفي المعطي في السجن. بينما أطلق سراح محمد الصغير بعد 14 عامًا من الاعتقال.
التحول إلى المجال الاقتصادي
مع مطلع القرن العشرين، ومع تراجع الدور السياسي للعائلة، اتجه أفرادها نحو المجال الاقتصادي. وبرزت العائلة في قطاع النسيج حيث أسس أفرادها شركات متعددة في هذا المجال خاصة في مدينة الدار البيضاء. كما ساهمت هذه الشركات في توفير فرص عمل لآلاف العمال وأسهمت في تطوير مناطق مثل ليساسفة وضواحيها.
بالإضافة إلى النشاط الاقتصادي، انخرط بعض أفراد العائلة في المجال الإعلامي والثقافي. ويعتبر خالد الجامعي من أبرز الصحافيين المغاربة، حيث شغل منصب رئيس تحرير جريدة “لوبينيون” الناطقة باسم حزب الاستقلال. كما تميز بمواقفه الجريئة وانتقاداته اللاذعة للسياسات الحكومية.
ورغم التحديات التي واجهتها العائلة عبر التاريخ، لا تزال تحافظ على إرثها وتواصل مساهماتها في مختلف المجالات. كما تعتبر مجموعة الجامعي من أبرز المجموعات الاقتصادية في المغرب مع استثمارات متنوعة في عدة قطاعات.