القواعد الأمريكية في دول الخليج.. حجم التسليح وحدود الاستخدام

أسماء صبحي
في ظل تصاعد التوترات غير المسبوقة في منطقة الشرق الأوسط. ومع تكرار الولايات المتحدة لتأكيدها على التزامها بالدفاع غير المشروط عن إسرائيل. بدأ يطفو على السطح مجددًا الحديث عن الدور العسكري المحتمل لواشنطن في حال نشوب صراع مباشر بين إسرائيل وإيران.
ومن أبرز مؤشرات هذا الدور، الحضور العسكري الأمريكي الكثيف في منطقة الخليج العربي، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي. حيث تحتفظ الولايات المتحدة بعدد كبير من القواعد الأمريكية التي تضم آلاف الجنود إلى جانب ترسانة متنوعة من المعدات والأسلحة.
ويعكس هذا الانتشار العلاقة الوثيقة بين واشنطن وحلفائها الخليجيين. إلا أنه في الوقت نفسه يمثل مصدر قلق متزايد وسط الأزمات الإقليمية المتصاعدة. خاصةً بعد التحذيرات الإيرانية من مغبة استخدام هذه القواعد لشن هجمات ضد طهران.
القواعد الأمريكية في دول الخليج
ويعود الوجود العسكري الأمريكي في الخليج إلى اتفاقيات ثنائية عقدتها واشنطن مع دول المنطقة. تتيح للجيش الأمريكي استخدام الأجواء والموانئ والمطارات والقواعد العسكرية في تلك الدول. إلى جانب خدمات الدعم اللوجستي، مثل التزود بالوقود وتخزين الأسلحة. وقد ساعدت هذه التسهيلات القوات الأمريكية في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق. من بينها الحرب على القاعدة وداعش، وكذلك حرب أفغانستان.
ورغم عدم وجود أدلة قاطعة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد استخدمت هذه القواعد في دعم إسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة.فإن تقارير صحفية – مثل تلك التي نشرتها “وول ستريت جورنال” – تشير إلى أن بعض دول الخليج قد قيدت استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لأي عمليات هجومية ضد إيران. مع احتفاظها بحق القوات الأمريكية بالدفاع عن نفسها فقط.
وتُقدر أعداد القوات الأمريكية المتمركزة في الخليج بأكثر من 30 ألف جندي. يتوزعون على قواعد في قطر والكويت والإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان. كما تعتبر هذه القوات جزءاً من استراتيجية الردع والدعم العملياتي في المنطقة. إلى جانب أصول عسكرية ضخمة تشمل القاذفات، السفن، أنظمة الدفاع الجوي، ومراكز القيادة.
القواعد الأمريكية في قطر
تحتل قطر موقعًا محوريًا في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الخليج. وهي تعد حليفًا رئيسيًا لواشنطن خارج حلف الناتو، بموجب إعلان رسمي من الرئيس جو بايدن في 2022.
وبدأ الوجود العسكري الأمريكي في قطر عام 1992. بينما أصبحت قاعدة العديد الجوية، التي تستضيف نحو 13 ألف جندي، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة وأكبر قاعدة جوية خارج الأراضي الأمريكية. كما تحتوي القاعدة على أطول مدرج هبوط في الخليج، وأكثر من 100 طائرة مقاتلة، وهي مقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية. والقيادة المشتركة للعمليات الفضائية والجوية، بالإضافة إلى أجنحة ومجموعات عملياتية متخصصة.
كما توجد قاعدة السيلية، التي أنشئت عام 2000، وكانت مركزًا لقيادة الحرب على العراق عام 2003. وتستخدم اليوم كمستودع رئيسي للعتاد والمعدات الأمريكية.
الكويت
تأتي الكويت في المرتبة الثانية من حيث حجم القوات الأمريكية. وقد وقعت اتفاقية الدفاع معها بعد تحريرها عام 1991. ووفق بيانات رسمية، تتمركز بالكويت نحو 13 ألف جندي أمريكي ولديها عدة قواعد رئيسية. منها قاعدة “عريفجان” التي تعد مقر القيادة الرئيسة للقوات، وقاعدة “علي السالم” الجوية، وقاعدة “معسكر الدوحة”. إضافة إلى قاعدة “بيورينغ” التي تضم رادارات متطورة تستخدم عند هبوط الطائرات في ظروف الرؤية المنخفضة.
الإمارات
في الإمارات، تملك الولايات المتحدة قاعدة “الظفرة” الجوية. وهي مركز رئيسي لعمليات القوات الجوية الأمريكية، وتستضيف وحدة الانتشار 380. بالإضافة لذلك، توجد قاعدة بحرية في ميناء “جبل علي” تستخدم لدعم حاملات الطائرات. وقاعدة “الفجيرة” البحرية، التي توفر ممراً بديلاً في حال تعذر المرور عبر مضيق هرمز.
القواعد الأمريكية في السعودية
رغم تقليص عدد الجنود الأمريكيين في السعودية إلى نحو 2700 بعد عام 2003. فإنهم ما زالوا يقومون بمهام التدريب والمشورة الأمنية. وتتمركز القوات في قاعدتي “الإسكان” الجوية و”الأمير سلطان” الجوية. حيث عادت واشنطن إلى الأخيرة عام 2020 بعد انسحابها منها لسنوات.
البحرين
تعد البحرين من أهم النقاط الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. وتضم مقر قيادة الأسطول الخامس الأمريكي منذ 1948. وتتمركز القواعد الأمريكية في قاعدة “الجفير” البحرية. وقاعدة “الشيخ عيسى” الجوية التي لعبت دورًا حاسمًا في الحرب على أفغانستان بالإضافة إلى قاعدة “المحرق” الجوية ضمن مطار البحرين الدولي.
سلطنة عمان
وقعت الولايات المتحدة اتفاقية عسكرية مع سلطنة عمان عام 1980 تمنحها حق الوصول إلى 24 منشأة عسكرية. وتستخدم القوات الأمريكية قواعد “مصيرة” و”المسننة” و”ثمريت” لأغراض المراقبة وتخزين الأسلحة وتسيير الطائرات.