رسوم أمريكا الجمركية تشعل القلق في الخليج ودول التعاون تبحث عن حلول للهروب من شبح الكساد والتضخم

أكد مصدر خليجي رفيع المستوى أن دول مجلس التعاون الخليجي بتواجه حاليا 3 محاور رئيسية لازم تتحرك فيها بسرعة علشان تقدر تتفادى الآثار الخطيرة للنزعة الحمائية اللي بدأت أمريكا تفرضها على شركائها التجاريين واللي ممكن تقلب الأوضاع لحروب تجارية عالمية تزيد من احتمالات الركود وتخلي الكساد يسيطر على الأسواق خصوصا بعد قرار أمريكا بفرض رسوم جمركية على أغلب الدول المصدرة ليها.
رسوم أمريكا الجمركية تشعل القلق في الخليج
شدد المصدر على أهمية التحرك السريع ناحية بدائل استراتيجية تضمن استقرار اقتصادي وتشجع التكتلات التجارية الجديدة وتفتح باب الاتفاقيات القوية اللي تقدر تحمي المنطقة من الوقوع في فخ صراعات اقتصادية وتقلل من الاعتماد الكلي على التعاون الدولي التقليدي اللي ممكن ينهار فجأة بسبب تصاعد الأزمات.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأسبوع اللي فات فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن عشرة في المية على كل الدول اللي بتصدر سلع للولايات المتحدة وكمان فرض نسب أكبر وصلت من تلاتين لواحد وأربعين في المية على ست دول رئيسية من بينها الصين واليابان ودول أوروبا.
من ناحيته وضح الدكتور رجا المرزوقي الخبير الاقتصادي السابق في صندوق النقد الدولي إن العالم على حافة كساد تضخمي والسبب المباشر ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة زيادة الرسوم الجمركية وعدم وضوح الرؤية في السياسات التجارية واللي بيأثر مباشرة على النمو الاقتصادي وحركة الأسواق المالية.
أشار المرزوقي إلى إن العلاقات الاقتصادية متعددة الأطراف لعبت دور مهم في تقليل حجم المخاطر الاقتصادية وحسّنت ثقة المستثمرين والمستوردين والمصدرين وخلّت التجارة تسير بسلاسة بين الدول وده انعكس بشكل إيجابي على معدلات النمو والتجارة العالمية.
وأكد الخبير الاقتصادي إن دول الخليج هتتأثر بشكل مباشر جدا بسبب ارتباط ميزانياتها بعائدات صادرات النفط وإن التحول لتنويع الاقتصاد أصبح ضرورة قصوى مع اعتماد أغلب الخطط التنموية على حركة الأسواق العالمية المفتوحة اللي بدأت تواجه تهديدات حقيقية بسبب هذه الحروب التجارية.
وفي الوقت اللي بتحاول فيه دول الخليج تدفع بمشاريع تنموية ضخمة لتقليل اعتمادها على النفط كمصدر دخل رئيسي فإن انخفاض أسعار النفط الناتج عن الركود المتوقع هيأثر بشكل كبير على قدرة الدول على تمويل تلك المشاريع خصوصا وإن بعض الدول بدأت فعليا في اعتماد استراتيجيات تعتمد على تصدير المنتجات غير النفطية لكنها ما زالت معرضة بشكل كبير للتقلبات التجارية العالمية .
شدد المرزوقي على إن النظام التجاري الدولي اللي تأسس بعد الحرب العالمية التانية لعب دور أساسي في دعم الدول النامية وساعدها على تحقيق معدلات نمو سريعة واستشهد بتجربة كوريا الجنوبية اللي قدرت تضاعف ناتجها المحلي في فترة قصيرة مقارنة بدول زي بريطانيا اللي احتاجت عقود لتحقيق نفس النتيجة وده بيوضح قد إيه النظام ده كان فعال في مساعدة الدول متوسطة الدخل اللي بتعتمد على التصدير.
وأشار كمان إلى إن السياسات الحمائية اللي بتفرضها أمريكا بتزود التوتر في أسواق المال وبتدفع دول العالم لإعادة رسم خريطة علاقاتها الاقتصادية وده بيفتح باب أمام تشكل تكتلات جديدة تحاول تصمد قدام السياسات اللي بتهدد استقرار الاقتصاد العالمي.
وفي ظل التوترات المتصاعدة بدأت دول كتير ترد على الرسوم الأمريكية بفرض رسوم مماثلة على المنتجات الأمريكية وده خلى الأجواء تزداد سخونة ورفع من احتمال نشوب حرب تجارية شاملة ممكن تقلب موازين الاقتصاد العالمي وتزيد من صعوبة توقع مسار النمو في الفترات الجاية.