“البداية فين”.. تاريخ زينة رمضان متى بدأت ومن أول من علقها؟

أميرة جادو
يحرص المسلمون في مختلف الدول العربية على تزيين الشوارع والميادين بزينة رمضان احتفاءً بالشهر الفضيل، حيث تتباين تصاميم هذه الزينة من بلد لآخر ومن حي لآخر وفقًا للعادات والتقاليد والأفكار الإبداعية التي يبتكرها الناس، وتعتمد الزينة الرمضانية على ألوان متنوعة؛ فمنها ما يأتي بألوان سادة وزاهية، ومنها ما يمزج بين العديد من الألوان المستوحاة من الأقمشة التقليدية مثل الخيامية، كما تتخذ أشكالًا متعددة مثل المثلثات والمربعات وغيرها من التصاميم الزخرفية المميزة.
أصل حكاية زينة رمضان
يتساءل الكثيرون عن الجذور التاريخية لزينة رمضان، هذا التقليد الذي تناقلته الأجيال عبر العصور. وتشير بعض الروايات إلى أن الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري كان أول من أرسى فكرة زينة رمضان، حيث اعتاد على إنارة المساجد بالقناديل كل ليلة جمعة، نظرًا لأهمية هذا اليوم عند المسلمين. وقد ورد هذا في كتاب “دليل الأوائل” للكاتب إبراهيم مرزوق.
أما فيما يتعلق بالاحتفال بقدوم شهر رمضان، فتشير روايات تاريخية أخرى إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب هو أول من بادر بتزيين المساجد وإنارتها مع حلول رمضان، وذلك لتوفير الإضاءة اللازمة للمصلين وتمكينهم من أداء الشعائر الدينية خلال الليل.
زينة رمضان من القناديل إلى التصاميم الحديثة
تفيد بعض الروايات بأن تزيين الشوارع بزينة رمضان بدأ خلال عهد الدولة الطولونية، حين أصدر الخلفاء أوامر بتعليق القناديل في الشوارع والمساجد احتفالًا بالشهر الكريم، وهو ما تم توثيقه في كتاب “أبو بكر الجصاص.. الإجماع دراسة في فكرته”.
ومع مرور الزمن، تطورت تصاميم الزينة الرمضانية، حيث تحولت من الأشكال الهندسية التقليدية مثل المثلثات والمربعات الملونة إلى أشكال أكثر إبداعًا، فباتت تزين بصور شخصيات ارتبطت بذكريات رمضان لدى العديد من الأشخاص، مثل الفنان فؤاد المهندس وبرنامجه “عم فؤاد”، أو الفنانتين نيللي وشريهان اللتين قدمتا فوازير رمضان الشهيرة. كما أصبحت بعض الزينة تحمل صور شخصيات بارزة في مجالات مختلفة، مثل نجم كرة القدم محمد صلاح، الذي يحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي.
ورغم تغير أنماط الزينة بمرور السنوات، إلا أن جوهر هذا التقليد ظل ثابتًا، حيث يجمع الناس على الاحتفاء بروح رمضان عبر الأضواء الملونة والزخارف التي تضفي أجواء البهجة والفرح في مختلف الشوارع والميادين.