النائب سليمان وهدان يكتب: مصر دائمًا هامة العروبة.. ودرعها الحصين

أتحدث إليكم اليوم، لا بصفتي الشخصية، ولا بصفتي ممثلا لكيان سياسي، بل بصفتي مصريا، عربيا، تشهد لبلاده صفحات التاريخ بأنها كانت دوما حامية العروبة، وقائدة كفاحها، ورافعة لواء حريتها، وأنها لم تكن يوما إلا سندا لكل قضية عادلة، ودرعا لكل أرض محتلة، وصوتا لكل حق مغتصب.
لقد كانت مصر دائما هامة العروبة، ودرعها الحصين، وإذا كانت المعارك قد دارت على أراض محددة، فإن قلوب العرب كافة كانت ميادين لهذه المعارك، وإن كل جراح نزفت، وكل دم سال، كان صدى لمصر التي لا تنسى ولا تغفر لمن ظلمها أو ظلم إخوانها.
وإذا كان البعض يراوده وهم أن القوة الغاشمة يمكنها أن تفرض حلولا مشبوهة، فليعلم أن مصر، التي هزمت أعتى الإمبراطوريات وتصدت لكبريات القوى المحتلة، لا تقبل التهديد ولا ترضخ لمحاولات الترهيب أو الابتزاز.
إننا نسمع اليوم أصواتا تحاول فرض مخططات مكشوفة، تتحدث عن تهجير وتشريد، وتروج لحلول تستبيح أرض فلسطين وتنزعها من أصحابها، وتحسب أن العرب سيقفون صامتين أمام مثل هذا العبث. وإنني، من هذا المنبر، أوجه رسالة واضحة: مصر ترفض كل محاولة لتهجير الفلسطينيين، وتعتبر ذلك جريمة لن يسكت العالم عنها، ولن تكون أرض مصر محلا لمؤامرات دنيئة تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
إن كل من يتوهم أن الضغوط السياسية أو الاقتصادية قادرة على لي ذراع مصر، فليتعلم من التاريخ. مصر التي كسرت أسطورة “إسرائيل التي لا تقهر”، ومصر التي صنعت العجائب في ساحات الحرب، قادرة على صنع العجائب في مجال الصمود والرفض.
إنني أقولها وبكل وضوح: هذا الوطن الذي صان كرامته دائما، وهذه الأمة التي تحملت محن الزمان دون أن تفقد عزيمتها، لن تسمح لأحد بأن يفرض عليها إملاءات أو يهددها بوعيد. ومن يرى غير ذلك، فلينظر إلى جنود مصر وشعبها ويتعلم منهم معنى الإرادة الحقيقية.
إن مصر لا تنحني، وإن تحدثوا بلغة القوة، فليعلموا أن لنا قوتنا، وإن حاولوا فرض واقع ظالم، فليعلموا أننا نملك من العزيمة ما يكفي لنفككه ونرده إلى نهايته الطبيعية.

