المزيدكتابنا
أخر الأخبار

علاء عبد الله يكتب.. الشرطة المصرية سد الأمن العالي

علاء عبد الله يكتب.. الشرطة المصرية سد الأمن العالي 

المواقف وحدها من تصنع الرجال، والرجال فقط من يبنون الأوطان، ولا عزة في وطن لا رجال فيه يزودون عنه بأرواحهم ويموتون ليحيا ويضحون ليبقى ويزدهر.. تهب رياح يناير من كل سنة لتحمل معها ذكرى رجال أشداء، قدموا أنفسهم رخيصة حتى لا يهان وطنهم تحت أقدام جنرال انجليزي غاصب ومتغطرس أراد أن يذلهم بالانسحاب ناكراً للتاريخ الذي يوثق عظمة الإنسان المصري وأنه يموت فداءً بكرامته ودون عرضه وأرضه ووطنه.. أعني برياح يناير هنا تلك الأيام العظيمة التي خلت من سنين مضت، حيث المشهد الذي جسد عظمة الجندي والشرطي المصري العظيم في مبنى ديوان محافظة الاسماعيلية، حينما رفض جند مصر أن يسلموا الراية منكسة وإن يخرجوا في مشهد مذل كما أراد الجنرال البريطاني، وقرروا جميعًا الموت في سبيل كرامتهم ورفضوا أن يسلموا الجنرال الانجليزي المبنى وأسلحتهم إلا على جثثهم.

 أسود الشرطة المصرية 

لوهلة ظن الجنرال المحتل أن الجنود المصريين أخذهم شيء من الشجاعة وماهي إلا لحظات ليستسلموا، لكن لم يصدق نفسه وهو يرى أسود الداخلية المصرية ببنادقهم القديمة وهم يدافعون عن موقعهم لآخر رصاصة في بنادقهم العتيقة ويستشهد الكثير منهم في مشهد دفع الجنرال الانجليزي ليعيد تفكيره فيما جرى، ويسأل نفسه أي نوع من الرجال هؤلاء الذين يفضلون الموت على الاستسلام الآمن ويحفظوا حياتهم وهي أغلى ما لدى الإنسان؟.. لكن الجنرال المحتل لم يكن يعلم أنها جينات المصريين التي لاتعرف الهزيمة ولا تعترف بالاستسلام.

مرت سنوات طويلة على ملحمة الإسماعيلية وبقيت ذكرى مضيئة تدرس في كتب التاريخ وتتناقلها الأجيال.  لكن كشفت عن معدن رجال الداخلية الأصيل وأنهم نبت هذا الشعب العظيم، وأن أحفادهم الآن في وزارة الداخلية. ويحملون نفس المشعل ويقبضون على بنادقهم للذود عن الوطن، وشاهدنا مشاهد التضحية تتكرر في مواقف كثيرة. ودفع رجال الشرطة آلاف الشهداء والمصابين فى معارك ضد الإرهاب في ربوع سيناء وغيرها. حينما ظنت خفافيش الظلام في غفلة من الزمن أن الجبهة الداخلية رخوة، فلقنهم ولاد الخطر درسًا قاسيًا. مضحين بالغالي والنفيس لحماية وطنهم وتوفير الأمن للمصريين. وكأنهم أخذوا العهد من أجدادهم في معركة الإسماعيلية بأن لايروع مواطن في منزله أو يخيفه شيء هو يمر بالشارع.

عيد الشرطة

رصع رجال الداخلية جبهة الوطن بالشهداء في معارك الإرهاب الخسيس على مر السنين. وواجهوا الموت في أيام الإخوان الكبيسة، وطهروا مع رجال القوات المسلحة أرض سيناء من دنس المرتزقة والمخربين حتى عادت آمنة. وانتصروا في معركتهم ضد أنصار الشيطان وأجهضوا مخططات الفتنة والخراب.. وفي عيدهم تحية لكل رجل شرطة يسهر على حراسة بلده وأهله وأرضه والدروس عبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى