
كتبت – شيماء طه – يعد زكريا بن محمد القزويني أحد أبرز علماء الجغرافيا والتاريخ في العصر الإسلامي. عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وترك بصمة علمية بارزة بفضل مؤلفاته التي جمعت بين العلم والفلسفة والأسطورة. إشتهر بكتابه “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات”، الذي مزج فيه بين الجغرافيا وعلم الحيوان والفلك، مما جعله من أوائل الموسوعيين في العالم الإسلامي.
التعليم والنشاة
وُلد القزويني في مدينة قزوين بإيران عام 1203م، في فترة شهدت اضطرابات سياسية وغزو المغول للعالم الإسلامي. تلقى تعليمه في بغداد، حيث برع في الفقه والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية.
إسهاماته العلمية
تنوّعت مجالات اهتمام القزويني، فشملت:
1. الجغرافيا:
ألف كتاب “آثار البلاد وأخبار العباد”، الذي قدم فيه وصفًا تفصيليًا للمدن والبلدان وعادات الشعوب.
اعتمد أسلوبًا موسوعيًا يدمج بين الوصف الجغرافي والتاريخي والأسطوري.
2. علم الحيوان والنبات:
رصد خصائص الحيوانات والنباتات، وشرح علاقتها بالإنسان والبيئة.
وصف مخلوقات خرافية مثل العنقاء والغيلان، مما يعكس المزج بين العلم والأسطورة في عصره.
3. الفلك والكونيات:
ناقش النظريات الفلكية السائدة، وتأثر بنموذج بطليموس للكون.
وصف الكواكب والنجوم وربطها بالمعتقدات الشعبية.
تأثيره على الحضارة الإنسانية
ترجمت أعماله إلى عدة لغات أوروبية، وساهمت في إثراء الفكر الجغرافي في العصور الوسطى. كما كان لموسوعاته تأثير على النهضة العلمية في العالمين الإسلامي والغربي.
كان القزويني نموذجًا للعالم الموسوعي الذي جمع بين المعرفة العلمية والخرافات الشعبية، مما يعكس طبيعة الفكر في عصره. ترك إرثًا غنيًا لا يزال مرجعًا في الدراسات الجغرافية والتاريخية.