ذكرى حملة الفقراء: “خرافة” قادت إلى الجحيم.. كيف بدأت الحملات الصليبية؟
أميرة جادو
تحل اليوم ذكرى حملة صليبية أطلق عليها “حملة الفقراء” سبقت ما نعرفه في عالمنا الإسلامي من حملات، كانت سببًا أن عاش العالم الإسلامي معاناة كبرى استمرت أكثر من قرنين متتاليين، وكانت هذه الحملة في 15 أغسطس 1096.
وخطط البابا أوربانوس الثانى انطلاق الحملة فى 15 أغسطس 1096 لكن قبل ذلك بشهور قامت جيوش من الفقراء والعبيد والفرسان المعدمين وبشكل غير متوقع أو غير مخطط بتنظيم حملة إلى الأرض المقدسة وانطلقوا إلى القدس بمفردهم وكان العبيد ابتلوا بالجفاف والمجاعة والطاعون لسنوات قبل 1096 ويبدو أن بعضهم رأى فى الحملة الصليبية مهربا من واقعهم المرير.
ودفع الناس إلى ذلك عدد من المصادفات والأحداث السماوية “الفلكية” فى بداية 1095 والتى بدت وكأنها مباركة إلهية للتحرك انهمار للنيازك وظهور شفق، خسوف للقمر، وظهور مذنب، علاوة على أحداث أخرى، منها الاعتقاد بقرب نهاية العالم منتشرا فى بدايات القرن الحادى عشر للميلاد.
هجرة جماعية
وكان كل هذا سبباً وراء شعبية غزو أراضي المشرق، لتصل إلى ما يشبه “الهجرة الجماعية” إذ وصل عدد الراغبين في الالتحاق بالحملة الصليبية الأولى أكثر من 100 ألف كان أغلبهم من المزارعين والنساء والأطفال وغير المتمرسين.
بدأت “حملة الفقراء” قبل موعد الحملة العسكرية بعدة أشهر بعدما نجح بطرس الناسك بتجميع جيش من آلاف الجهلة حوله للاتجاه إلى “الأراضي المقدسة”، ولم يكن لدى أفراد هذا الجيش فكرة إلى أين يذهبون، واعتقدوا أن كل مدينة سيطروا عليها في طريقهم هي “القدس”.
خلاف على الأحذية يتحول إلى حرب
وعقب وصول مجموعة “بطرس الناسك” إلى المجر التي لم يرحب الناس هناك باستضافتهم، وبدأت المناوشات بينهم وبين أهالي القلعة، وأدى خلاف على سعر زوج من الأحذية في السوق إلى أعمال شغب واسعة، تحولت إلى هجوم كامل على المدينة قتل خلالها 4000 هنجاري.
ثم ذهبوا بعدها إلى “حامية نيش” وفي أغسطس 1096 التقت مجموعة “والتر المعدم” قوات بطرس وانضمت إليهم مجموعة من الإيطاليين، ونشب خلاف بين قادة الحملات الثلاث وتفرقت جنودهم، في الوقت الذي نجحت الدولة السلجوقية في نصب كمائن متعددة لهم خسروا خلالها آلاف الأرواح.