مدينة ماضي الأثرية.. تحمل في طياتها آلاف السنين من التاريخ والحضارة الفرعونية
دعاء رحيل
مدينة ماضي الأثرية.. كلمة تحمل في طياتها آلاف السنين من التاريخ والحضارة الفرعونية، التي تشهد على عظمة وإبداع شعب مصر القديم. تقع هذه المدينة في جنوب غرب محافظة الفيوم، وتضم أطلال معابد وتماثيل ونقوش تروي قصصا عن الملوك والآلهة والطقوس التي كانت تُمارس في هذه المنطقة. في هذا الموضوع، سنتعرف على تفاصيل هذه المدينة الأثرية، والآثار التي عُثِر عليها بها، والفترات التاريخية التي شهدها، والآلهة التي كانت تُعْبَد بها. سنكتشف أسرار وجمال مدينة ماضي، التي تعد أقدم منطقة أثرية بالفيوم، وأكبر معبد للدولة الوسطى في مصر.
أبرز المعلومات عن مدينة ماضي
– مدينة ماضي (باللاتينية: Narmuthis) هي مدينة أثرية في جنوب غرب محافظة الفيوم، تضم أطلال معابد بناها الملكان أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع من الأسرة الثانية عش.
– المعبد الرئيسي في المدينة كان مخصصا لعبادة الإله سوبك، التمساح، والإلهة رننوت، الثعبان. يتكون المعبد من صفة تتصدرها عمودان بريديان، وصالة عرضية تنتهي بثلاثة مقاصير، ومدخل يوصل إلى صالة التجلي وصالة القرابين.
– المعبد يضم أكبر تمثال لربة الحصاد رننوت في مصر، وهو من قطعة واحدة من الحجر، تقف بين الملكين أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع، وأمامهم مائدة قربان،كما يضم رسومات ونقوش تظهر تقديم القرابين لآلهة المعبد، وطقوس تأسيس المعبد مثل شد الحبل.
– المعبد يضم أطول طريق للكباش في مصر، وهو طوله 336 مترا وعرضه 7 أمتار، وزُيِّن بـ 23 تمثالا لأسود وأسودات بأجسام بشرية، وكان يؤدي إلى مذبح لتقديم القرابين كما يضم تماثيل لأبي الهول على جانبي طريق المواكب.
المعبد شهد إضافات في العصر الروماني، منها تماثيل للإلهة إيزيس، ولوحة إهداء من بروتار كوس ابن رودس وزوجته فاميستا للملكة كليوباترا والملك بطليموس.
سبب أهمية مدينة ماضي
مدينة ماضي الأثرية تعتبر من المدن المهمة في التاريخ المصري لعدة أسباب:
– تمثل مدينة ماضي الأثرية أقدم منطقة أثرية بالفيوم، وأكبر معبد للدولة الوسطى في مصر.
– تحتوي مدينة ماضي الأثرية على آثار تعود لفترات تاريخية مختلفة، من الأسرة الثانية عشر إلى العصر الروماني والقبطي والإسلامي.
– تشهد مدينة ماضي الأثرية على طقوس وشعائر دينية متنوعة، حيث كانت تُعْبَد فيها آلهة مثل سوبك ورننوت وإيزيس وكليوباترا وبطليموس.
– تضم مدينة ماضي الأثرية آثارا فنية وهندسية فريدة، مثل تماثيل الأسود وأبي الهول وطريق الكباش والكورنيش المصري والتمثال الوحيد لربة الحصاد رننوت في مصر.
الآثار التي عثِر عليها في مدينة ماضي
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد فوزي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مطروح، من بين الآثار التي عثر عليها في مدينة ماضي الأثرية، يمكن ذكر أن معبد ماضي، وهو أكبر معبد للدولة الوسطى في مصر، بناه أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع، وزُيِّن بتماثيل ونقوش لآلهة سوبك ورننوت وإيزيس، وتتميز بوجود تمثال رننوت، وهو أكبر تمثال لربة الحصاد في مصر، يقف بين الملكين أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع، وأمامهم مائدة قربان، كما يوجد طريق الكباش، وهو أطول طريق أثري للكباش في مصر، يضم 23 تمثالا لأسود وأسودات بأجسام بشرية، ولوحة إهداء من بروتار كوس ابن رودس وزوجته فاميستا للملكة كليوباترا والملك بطليموس، وأيض يوجد تماثيل أبي الهول، وهي تماثيل لأسود برؤوس بشرية، تحده من الجانبين صفان من تماثيل أبى الهول المشهورة، وهناك الميدان الروماني، وهو مكان كان يستخدم لإقامة المهرجانات والاحتفالات في العصر الروماني.