” الملك كامس” رائد المقاومة ضد الهكسوس فى مصر
كتبت شيماء طه
الملك كامس، أحد أعظم ملوك الأسرة السابعة عشرة في مصر القديمة، كان شخصية بارزة في تاريخ مصر القديم، حيث قاد المقاومة المصرية ضد الاحتلال الهكسوسي في فترة حرجة من تاريخ البلاد. ترك كامس إرثاً عظيماً يتمثل في شجاعته وتضحياته، مما مهّد الطريق أمام توحيد البلاد واستعادة سيادتها.
الإحتلال والهكسوس
في بداية عصر الإنتقال الثاني، إجتاح الهكسوس مصر، وإستقروا في شمالها وسيطروا على مناطق واسعة ، كان الهكسوس شعباً آسيوياً إستخدم التكنولوجيا المتقدمة، مثل العربات الحربية، لفرض سيطرتهم. تسبب وجودهم في تقسيم البلاد، حيث بقي الجنوب تحت حكم ملوك طيبة (الأقصر حالياً)، الذين إحتفظوا بإستقلال نسبي ولكنهم كانوا يدفعون الجزية للهكسوس.
صعود كامس إلى السلطة
وُلد كامس في عائلة ملكية حاربت من أجل تحرير مصر. خلف والده الملك سقنن رع تاعا الثاني، الذي بدأ المقاومة المسلحة ضد الهكسوس ولكنه استشهد في المعركة ، بعد وفاة والده، صعد كامس إلى العرش وإستكمل مسيرته، معززاً الروح القتالية لدى المصريين.
قيادة المقاومة ضد الهكسوس
أثبت كامس أنه قائد عسكري وسياسي بارع ، قاد جيش طيبة في حملة عسكرية ناجحة ضد الهكسوس، مهاجماً معاقلهم الشمالية ، إستهدفت حملاته القضاء على وجودهم في مصر وإعادة توحيد البلاد تحت حكم مصري واحد.
تميزت استراتيجيات كامس بالجرأة، حيث نجح في مهاجمة مواقع هكسوسية رئيسية وتدميرها، مما أضعف قبضتهم على شمال مصر ، كما قام بقطع طرق الإمدادات بين الهكسوس وحلفائهم في بلاد الشام، مما شلّ قدرتهم على المقاومة.
تمجيد إنتصاراته
وثّقت انتصارات كامس على لوحات حجرية عُثر عليها في معبد الكرنك. تتحدث هذه اللوحات عن شجاعته وبراعته في المعارك، وتصف كيف قاد المصريين لاستعادة كرامتهم ، كانت هذه النقوش بمثابة إعلان قوي عن تصميم المصريين على استعادة حريتهم وسيادتهم.
النهاية البطولية
رغم الإنجازات العظيمة التي حققها كامس، لم يعش طويلاً ليشهد النهاية الكاملة للاحتلال الهكسوسي.
يُعتقد أنه أُستشهد في إحدى المعارك ضدهم، لكنه ترك وراءه إرثاً عظيماً وشعباً متحداً وملوكاً مستعدين لإستكمال مسيرته ، جاء خلفه شقيقه الملك أحمس الأول، الذي نجح في طرد الهكسوس نهائياً وتأسيس الدولة الحديثة.
يُعتبر كامس رمزاً للمقاومة الوطنية والكرامة المصرية.
أسهمت شجاعته وتضحياته في تمهيد الطريق لتحرير مصر من الإحتلال الهكسوسي، مما جعله أحد أبرز الشخصيات في تاريخ مصر القديمة.