“الأشرف خليل بن قلاوون” بطل التحرير وقائد المماليك الباسل
كتبت شيماء طه
الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون، ابن السلطان المنصور قلاوون، هو أحد أبرز سلاطين دولة المماليك البحرية الذين تركوا بصمات لا تُمحى في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.
عرف بمهاراته العسكرية الاستثنائية وشجاعته في مواجهة التحديات الكبرى، خاصة في حقبة كانت فيها الحملات الصليبية تهدد المنطقة. قاد الأشرف خليل جيوشه ببراعة ليُسجل اسمه في قائمة القادة الذين أعادوا للأمة هيبتها واستعادوا أراضيها المحتلة.
نشأته وتكوينه العسكري
وُلد الأشرف خليل في عائلة ملكية مملوكية، وتربى على الفروسية وفنون الحرب منذ صغره. والداه، المنصور قلاوون، كان قائداً عظيماً، حرص على تدريب ابنه ليكون جاهزاً لحمل الراية بعده ، تعلم الأشرف خليل السياسة والإدارة إلى جانب المهارات القتالية، مما جعله قائداً متمرساً قبل أن يعتلي عرش السلطنة.
تحرير عكا وإستعادة المجد
يُعد تحرير مدينة عكا، الذي قاده الأشرف خليل عام 1291م، واحداً من أعظم إنجازاته.
كانت عكا آخر معقل للصليبيين في الشام، وكانت تعد رمزاً لوجودهم في المنطقة. قاد الأشرف خليل حملة عسكرية ضخمة، وجهز جيشاً قوياً مزوداً بأحدث أساليب القتال.
حاصر المدينة بأسطول بحري وجيش بري، واستطاع اختراق دفاعاتها المتينة، ليسجل نهاية حقبة الحملات الصليبية في المشرق الإسلامي.
لم يكتف الأشرف خليل بتحرير عكا، بل إستمر في ملاحقة فلول الصليبيين وتطهير الشام من وجودهم ، هذا الإنجاز أعاد الهيبة لدولة المماليك، وأثبت أن مصر بقيادة ملوكها المماليك كانت القوة الإقليمية الكبرى التي لا يُمكن لأي غازٍ أن يتحداها.
الإدارة والحزم في الحكم
رغم تركيز الأشرف خليل على المعارك والحروب، إلا أنه لم يغفل إدارة الدولة.
كان حازماً في ضبط الأمن والنظام داخل مصر، وسعى لتعزيز استقرار البلاد. اهتم بتطوير الجيش ودعم المؤسسات الإدارية، مما ساعد على تقوية الدولة داخلياً وخارجياً.
أهم صفاته
عرف الأشرف خليل بشجاعته الفائقة وإقدامه في ميادين القتال ، وكان يتقدم جيوشه بنفسه، مما أكسبه حب وإحترام جنوده.
كما عُرف بحزمه في اتخاذ القرارات وسرعته في التحرك ضد أي تهديد. لم يكن يخشى مواجهة التحديات، وهو ما تجلى بوضوح في معاركه ضد الصليبيين.
النهاية المأساوية
على الرغم من إنجازاته العظيمة ، إنتهت حياة الأشرف خليل بطريقة مأساوية.
وقع ضحية مؤامرة دُبرت ضده من قبل بعض القادة الطامعين في السلطة، حيث قُتل في انقلاب غادر عام 1293م ، وكانت نهايته صدمة للمماليك وللعالم الإسلامي، إلا أن إرثه العظيم ظل شاهداً على عظمة قيادته وشجاعته.
ترك الأشرف خليل بصمة لا تُمحى في تاريخ مصر والعالم الإسلامي.
إرتبط إسمه بتحرير عكا، وهو الإنجاز الذي أنهى وجود الصليبيين في الشام.
كما عُرف بأنه قائد لا يلين أمام الأعداء، ورمز للقوة والعزيمة ، وإستمر ذكره كواحد من أعظم سلاطين المماليك الذين أعادوا الهيبة للأمة الإسلامية.
الأشرف خليل بن قلاوون هو نموذج للقائد الذي جمع بين القوة العسكرية والإدارة الحكيمة.